نحن كسودانيين نتعامل بحساسية زائدة تجاه كل من ينقدنا. لكن في المقابل يجب أن نحترم مشاعر الآخرين. لا يخفى عليك أننا نستخدم كلمة حبشي بمنظور سالب. صححيح أن إثيوبيا قديماً كانت تسمى الحبشة, لكنهم في العصر الحديث سموا بلدهم اثيوبيا ويجب علينا أن نحترم خيارهم. ولولا أنني على يقين أنك لم تقصد المعنى السالب للكلمة لما كتبت اليك. كنت أتمنى لو أنك كتبت العنوان (الحجر المصري والبيضة الإثيوبية ), خاصة وأنك ممن توزن كلماتهم وكتاباتهم. إنني أكن لك كل الاحترام والتقدير. صحيح أنني لم أرك في حياتي إلا مرة واحدة ومن بعيد لي بعيد! على متن طائرة الخطوط السعودية المتجهة الى جدة في يوم 13/12/2004 وعندما نزلنا في المطار رأيت موظفاً يحمل لافتة عليها اسمك واسم الجهة التي يمثلها وهي كلية نايف. ولم أنس التاريخ لأنه كان أول يوم في رحلة اغترابي التي بدأت من السعودية ثم انتقلت الى دولة ثانية فثالثة وما زال ليل الاغتراب طفلاً يحبو. عموماً الاثيوبيون شعب محترم ويكنون لنا كل الاحترام ويجب علينا أن نحافظ على حبهم لنا حتى لا نفقدهم, كما فقد حبنا إخواننا المصريون. ولا أظنك كنت ستكتب العنوان كما كتبته لك أعلى الرسالة (حجر أولاد بمبة والبيضة الأثيوبية).
ولك كل الاحترام والتقدير
أبو أحمد أبوظبي
أشكر الأخ الكريم الاستاذ ابو احمد مرتين مرة أولى لاعتراضه وحرصه على العلاقة بين البلدين وأسلوبه الراقي. الثانية لأنه أعطاني فرصة للعودة للموضوع فعندما كتبت كلمة البيضة الحبشية شعرت بأنني في حاجة لإزالة بعض الظلال السالبة لكلمة حبشية ففي الحتة دي أتفق مع أبي احمد بأنه كانت لها ظلال سالبة ولكنني من خلال تعاملي المباشر مع الإخوة الاثيوبيين أي الحبش والذين أصبحت أعدادهم كبيرة جدا في بلادنا وكذا الإثيوبيات وقد سبق في هذا المكان أن قلت إنهم نزلوا أهلا وحلوا سهلا شعرت بأنهم ليس لديهم أي حساسية تجاه كلمة حبشية بل يستخدمونها في خطابهم معنا ويندر أن تجد واحدة او واحدا يقول لك إنه إثيوبي.
قديما قبل عدة عقود كانت الاثيوبيات أي الحبشيات يأتين لعمل واحد وبالطبع معهن سودانيات في ذات المهنة ولكن الحمد لله قد انتهت تلك الاحترافية القبيحة(شكرا مهدي مصطفى الهادي ) والأجيال الحالية لا تعلم عنها شيئا وصرنا نجد الحبشيات اليوم في شوارعنا كبائعات شاي وكسرة وذقني وفي مطاعمنا وفي منازلنا مؤتمنات على أعز ما نملك وقد أثبتن جدارة وتفوقاً في هذه الأعمال.
لقد بدا لي أن في الأمر عودة للتاريخ فمثلا كان إخوتنا المصريون رافضين للوصف بالفراعنة ولكنهم الآن أصبحوا يفتخرون بها وقد أطلقوها على فريقهم القومي لكرة القدم فالحبشة كذلك اسم تاريخي كبير يشير لمملكة عظيمة وفي كل كتب التاريخ العربية والافرنجية لا يوجد ذكر لكلمة اثيوبيا إنما كلمة الحبشة وعند الفرنجة (ابسينيا) . فالليل الليل يالولية بسحروك يالولة الحبشية
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email] aalbony@yahoo.com[/email]