الحرية .. كيف طعمها يا الراشد ..؟

[ALIGN=CENTER]الحرية .. كيف طعمها يا الراشد ..؟ [/ALIGN] ** هكذا كتب عبد الرحمن الراشد قبل قمة الدوحة بقليل : ( افتتح الرئيس السوداني مزاد القمة العربية بإعلانه فتوى دينية تنهاه عن السفر إلى القمة العربية المقبلة في الدوحة..القمة التي تعجل وأعلن أنه يعتزم حضورها رغما عن أنف المحكمة الدولية وأن العالم سيرى أنه لا يبالي بتهديدات المدعي العام ..لا ندري ما الذي جعله يخترع رواية الفتوى..؟) ..هكذا تكهن فتى العرب المتأمرك ثم كتب تحليله السياسي الذي أوصله بذكاء هبنقي خارق إلى نتيجة باهرة مفادها : رئيس بلدنا إخترع الفتوى الدينية ليعتذر عن المشاركة في قمة الدوحة..ثم عاد إلى آل بيته آخر النهار منتشيا ونفسه تحدثه بأنه ( فضح مخطط رئيس بلدنا ) ..!!
** وقبل أن يصدق حديث نفسه ، حدث ما حدث في الدوحة ، تحت سمع وبصر الدنيا والعالمين ، شارك فيها رئيس بلدنا بلا خفاء ثم عاد منها بلا تنكر ، وهنا إرتبك فتى العرب المتأمرك ثم كتب هكذا نصا بعد يوم من القمة : ( الرئيس السوداني الملاحق دوليا عمر البشير، يتحدى قرار المحكمة الدولية بالقبض عليه في أي مكان يسافر إليه ، سافر إلى أسمرة، العاصمة الإريترية، ثم طار إلى القاهرة حيث فرشت له السجادة الحمراء، مع أننا لم نرَ مسؤولين مصريين كبار في استقباله، إلا إذا كانوا خارج الصورة، وحط في طرابلس، العاصمة الليبية،وأخيرا فعلها البشير ووصل إلى الدوحة، وقطر كانت قد وجهت له الدعوة كرئيس كامل الشرعية، لكنها قالت إنها ليست مسؤولة عن سلامته ..) .. !!
** تأمل ذاك الإرتباك .. قبل القمة ، رئيس بلدنا إخترع الفتوى خوفا من أوكامبو، هكذا معنى المقال .. ولكن بعد القمة ، رئيس بلدنا شجاع أو متهور بحيث يتحدى أوكامبو ، أوهكذا معنى المقال الآخر .. وما بين هذا وذاك تكتشف بلا عناء بأن قلم فتى العرب المتأمرك بحاجة إلى بوصلة تشير إلى الأشياء بوضوح ، بحيث يكتب تحليلا سياسيا ناضجا غير مرتبك كما جهاد الخازن ، إبراهيم عيسى ، عبد الباري عطوان وغيره من العمالقة الذين خلافهم مع الأنظمة الحاكمة لا يؤثر فى تحليلاتهم السياسية أويجعلها كما ذاك التحليل ( لبن ، سمك ، تمر هندي )..ثم تأمل ، صديقي القارئ ، الإرتباك المضحك ، بحيث لم ير الراشد في مطار القاهرة الرئيس المصرى ، لا عند إستقباله لرئيس بلدنا ولا عند وداعه ، لم يره مطلقا ، ربما كان حسني مبارك خارج الصورة ، أو كما يحلل فتى العرب المتأمرك مرتبكا .. قال كانوا خارج الصورة قال ، نعم كانوا خارج الصورة ، ربما مصورك المبدع تعمد في تلك اللحظات أن يلتقط صور باسبورت لرئيس السودان ، ولذا لم يظهر معه في الصورة كبار مسؤولي مصر ..فليكن أمرك القادم لمصورك أن يلتقط للرئيس صور بوستال ، لترى كبار المستقبلين..!!
** ونواصل سرد ملامح إرتباك قلم سطحي ، تأمل : قطر وجهت له الدعوة كرئيس كامل الشرعية ، هكذا إعترف .. ولكن في ذات السطر يرتبك ويناقض نفسه ويقول : لكنها قالت إنها ليست مسؤولة عن سلامته ..تأمل كيف يلعب الراشد بعقل نفسه بمظان انه هكذا يلعب بعقول القراء ، إن كانت قطر إعترفت للرئيس بكامل الشرعية ثم وجهت له الدعوة فكيف يتنكر لهذه الشرعية وتلك الدعوة بالتخلى عن مسؤوليتها في سلامة الرئيس ..؟..بالله عليك ، صديقي القارئ ، هل يعقل هذا ، أى أن تقول قطر أو أية دولة للرئيس البشير أو لأى رئيس آخر قولا معناه : تعال زورنا لكن نحن مامسؤولين من سلامتك ..؟.. متشردا مسكنه المجارى لايفكر فى دعوة صديقه بهذا النهج الجهلول كما تحليل العبقري الراشد ، المتشرد لا يفكر هكذا ناهيك عن دولة كقطر تعرف المواثيق الدولية وقوانينها وأعرافها.. والكل تابع حرص قطر على مشاركة الرئيس فى تلك القمة ، بحيث لم تكتفِ بدعوة الخرطوم مرة واحدة ، بل تلتها زيارة أيضا للخرطوم للتأكيد والحرص على القبول ، كل الإعلاميين العرب والعجم يعرفون ذلك بالرصد والمتابعة ، عدا فتى العرب المتأمرك الذي حين يرهقه الرصد والمتابعة يكتفي بالتحليل من ..( وحى الصور) ..!!
** فلندع هذا سارحا في صوره ومحدقا فيها ، حتى يتبين وجوه الكبار..إليك ياصديقي القارئ ، إليك فقط رسالة فحواها : نعم ، لي ولك الف رأي في الحكومة ..نعم ، أنا وأنت وكل أهل السودان نعشق الحرية ونهوى الديمقراطية ونؤمن بالعدالة والمساواة ..تلك أشياء سودانية ، تربى عليها شعبنا ورضعها من ثدي التاريخ ، ولو فقدها حينا أوعهدا فانه لا يكل ولا يمل إلى أن يعدها ويتنعم بها ، وأكتوبر تشهد بذلك وكذلك أبريل ، وهذا وذاك مجرد شهرين في مفكرة الفتى العربي المتأمرك ، ولا يعرف عنهما شيئا غير أنهما ميقاتان .. ولذلك ، يجب علينا نحن – شعبا سودانيا فقط لاغير – أن نصنع فجر وطننا المشرق بإذن الله ، بنور الحرية وقبس العدالة ، نحن وليس أمثال الراشد الذين يكتبون عن الديمقراطية والحرية والعدالة بالوصف ، وليس بالـ ..( تذوق ) .. !!
إليكم – الصحافة الاربعاء 01/04/2009 .العدد 5661
Exit mobile version