نظمت وزارة الاعلام والاتصلات بالتعاون مع رئاسة مجلس الوزراء ورشة حول تطوير الاعلام الخارجى امس تحت شعار « نحو رسالة مؤثرة واسعة الانتشار» ، تحدث فيها وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء الاستاذ كمال عبداللطيف والزهاوى ابراهيم مالك وزير الاعلام والاتصالات وبونا ملوال مستشار رئيس الجمهورية ممثلا لنائب رئيس الجمهورية .
واكد المتحدثون على اهمية دور الاعلام الخارجى خلال المرحلة المقبلة بالاستفادة من التقنيات الحديثة، مشيرين الى ضرورة التوظيف الامثل للموارد المتاحة واتاحة الفرص واسعة امام الجيل الجديد ليأخذ دوره ونصيبه والاستفادة من التقنيات المتاحة، مؤكدين اهمية الرسالة الاعلامية الداخلية والخارجية مشيرين الى أثر العولمة فى التحول الكبير لما يقوم به الاعلام خلال المرحلة المقبلة .
وناقشت الورشة التى قدمت فيها عدة اوراق «التحديات الراهنة ورؤى المواجهة « التى قدمها الدكتور غازى صلاح الدين وعقب عليها كل من الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة التجارة الخارجية والسيد عباس النور المستشار الاعلامى لرئيس الجمهورية ، اضافة الى ورقة الدكتور كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الاعلام والاتصالات بعنوان آليات الاعلام الخارجى ، الوضع الراهن والرؤى المستقبلية، ابتدر فيها النقاش الدكتور ابراهيم دقش والاستاذ ابوبكر وزيرى .
وعدد الدكتور غازى صلاح الدين التحديات التى تجابه الاعلام الخارجى المتمثلة فى ان الاعلام يشكل الصورة التى يتعامل معها الجميع، واصبحت هى فى موقع معركة بين القوى المتنفذة فى العالم بالاضافة الى ان الاعلام اصبح صناعة جديدة تحتاج لامكانيات كبيرة ، داعيا الدولة الى اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الشأن، مؤكدا ان قضايا المهنية والحريات اصبحت معروفة والأزمة فيها اقل حدة من السابق، وقال ان اهم شئ يجب ان يكون لديك رسالة وقضية خاصة وان الاعلام لا يصنعه الاعلاميون فقط، وقال يجب ان تكون هنالك قضية حتى تكسب المعركة، واضاف بما ان الاعلام لايتحمل انصاف الحلول فان المسؤولية تقع عاتقها على الدولة والمجتمع الاعلامى الذى اصبح يرتبط ارتباطا وثيقا مع العالم الخارجى، وزاد «لن يستطيع الاعلام الخارجى مجابهة العالم هكذا الا بعد حسم قضية التمويل» .
واكد غازى الحاجة الى انطلاقة كبرى عبر تمويل حقيقى كما يتم تمويل القضية الامنية وابتداع وسائل لتمويل الاعلام الخاص اما عبر التنازلات او تمويل مباشر لبعض المشروعات ، وشدد على ضرورة تبنى الموقف الاخلاقى والحريات لتطوير مقدرات الفرد والجماعات ، واشار الى التلازم الكبير بين النشاط الثقافى والاعلام ، مبينا ان الحركة الثقافية دائما ما تنتج صورة ، وقال لابد من حركة ثقافية قوية التى تعتبر احد معضلاتها الحرية ، ولكنه قال ان القمع المجتمعى اقوى من قمع الدولة، مشيرا الى اهمية اللغة الانجليزية التى ظلت تشكل اكثر من 80 % فى الاعلام عبر الانترنت، واضاف ان هنالك تلازما واضحا وقويا بين الصورة الاعلامية والضعف السياسى والقوة السياسية .
اما الدكتور كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الاعلام والاتصالات فى ورقته آليات عمل الاعلام الخارجى، تحدث عن تكوين مجلس للاعلام الخارجى لكى يكون منسقا بين الوزارات المختلفة من اجل توحيد الرسالة الاعلامية، مبينا ان التنسيق يتطلب تقدير اهمية الخبر فى الخروج بصياغة محددة، مشيرا الى ان عدم اهتمام مسؤولى الاعلام والعلاقات العامة فى الوزارات بالاعلام الخارجى له اثر سالب، داعيا الى اهمية ضبط آليات الاعلام الخارجى مع توظيف الموارد المتاحة، مبينا ان نقل الاخبار يحتاج الى توافق فى الرؤى، واضاف ايضا نحتاج الى تطوير لآليات الاعلام الخارجى وجرأة فى الرؤيا المستقبلية خاصة وان آليات الاعلام الخارجى الحالية قد بذل فيها جهد كبير جدا ولابد من النظرة المستقبلية وتوسيع افاق التعامل مع المؤسسات للاحاطة بكل القضايا .
اما الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية اعتبر ان امر الاعلام الخارجى يهم فى المقام الاول وزارة الخارجية، واكبر تحدى للوزارة باعتبار انتفاء الحواجز ما بين الداخل والخارج، مبينا ان اى تعريف للاعلام الخارجى سيصبح منقوصا ،مؤكدا عدم القدرة على مواكبة التحدى، وقال ان اى رسالة تعتمد على النص والمحتوى ولابد من التجانس بينهما ،اما التحدى الثانى فوصفه بتعدد الاجتهادات والالسن بجانب طغيان نظرية المؤامرة التى دائما ما يتم التشكيك فى الذى يأتى من الخارج الى جانب طغيان القضايا السياسية فى الاعلام، داعيا الى ضرورة الموازنة بين الانفتاح وسياسة الضبط ولابد من الانتقال من مرحلة المدافع الى المهاجم والتركيز على الانفتاح والتركيز على الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وقال نريد رسالة اعلامية متخصصة ومتعمقة ومتجذرة، وقال ان الانتقائية والمواكبة فى من يقوم بعمل الاعلام الخارجى امر مهم ،مشيرا الى تحد اخير وهو اعداد اجيال للمستقبل .
اما الاستاذ عباس النور المستشار الاعلامى لرئيس الجمهورية فيرى ان اعلام العولمة هو الذى بدأ يسيطر حاليا ، وقال ان اداء الاعلام فى ظل العولمة له تحد كبير اكبر من التحديات السياسية، وقال نريد اعلاما يعرف كيف يتعامل مع اعلام العولمة مع الاهتمام بالاطروحة الوطنية فى المناهج التعليمية والتأكيد على الاهتمام بالمجتمع المدنى .
عاصم اسماعيل :الصحافة