شهدت انحاء واسعة بالبلاد صباح امس أمطارا غزيرة تسببت فى وفاة طفلين بام درمان والدويم واصابة اربعة اشخاص اخرين بمنطقة الكلاكلة القبة .
وقال مدير شرطة الدفاع المدني بولاية الخرطوم اللواء عبد الله عمر الحسن، ان الأمطار الغزيرة التى ضربت انحاء متفرقة من ولاية الخرطوم فى الساعات الاولي من صباح امس بمعدل تراوح مابين 27،5 ملم بالخرطوم و5،4 بالخرطوم بحري و5،4 بمنطقة الملازمين ادت الى انهيار 19 منزلا مابين انهيار كامل وجزئي.
? محلية شرق النيل، شهدت تراكم كميات كبيرة من المياه ما تسبب فى انهيار منزل بعد بابكر وانهيار جزئي لثمانية عشر منزلا اخري الى جانب تراكم المياه بشارع الطابية وشوارع الرميلة واللاماب والنيل والكلاكلة وكوبر.
وعزا الحسن تراكم المياه لعدم التصريف الجيد بتلك المناطق معلنا عن استعداد الدفاع المدني لدرء الاثار السالبة للسيول والأمطار من خلال استخدام الآليات والمعدات من طلمبات وتناكر.
وكشف الحسن عن استخدام 40 طلمبة بمقاسات مختلفة لشطف المياه من المناطق المتأثرة والميادين المغلقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الهندسية بالولاية .
? السبلوقة تعود من جديد
على الرغم من ان مياه الأمطار التى ضربت العاصمة امس اعاقت حركت السير وغمرت العديد من الشوارع بالمياه بسبب عدم توفر المجارى لتصريفها ، الا ان بعض سكان الاحياء الطرفية هللوا لهطولها ووضعوا العديد من الاوانى والبراميل الفارغة تحت السبلوقات لتخزين كميات من المياه ، بعضهم عزا الامر للقطوعات التى استمرت بالعاصمة، وقال سنستفيد منها فى الغسيل وتنظيف الغرف .
الموقف بالولايات
في ولاية الجزيرة، شهدت المنطقة أمطارا كثيفة فى الفترة من 19 -25 يوليو الجاري اذ تسببت فى تضرر 1424 أسرة وانهيار 708 منازل انهيارا كليا مقابل 364 جزئيا وسقوط 415 دورة مياه بينما بلغت المنازل الآيلة للسقوط 250 منزلا .
ونبهت التقارير الصادرة من فرقة طوارئ الهلال الاحمر السوداني بالولاية الى ان معظم المتأثرين من هطول هذه الأمطار من ذوي الدخل المحدود وعمال المهن الحرفية وطالبت بإيجاد بدائل سكنية لهم ، وعزت التقارير حدوث تلك الاضرار لهشاشة البنيان في المناطق المتضررة التى شيد معظمها بالجالوص، هذا الى جانب انعدام التصريف وعشوائية التخطيط .
الى ذلك، اقرت وزارة التخطيط الهندسي بالولاية بعدم وجود خطة واضحة لمواجهة طوارئ الخريف بالولاية ، وقالت ان العمل يحتاج الى مزيد من الدعم.
من جانبها، اعترفت محلية مدني الكبري بعجزها عن مواجهة الحشرات لعدم توفر آليات تكفي لمكافحة البعوض، وحملت انباء صحف امس اخبارا عن ظهور حالات اسهالات وملاريا نتيجة توالد كميات كبيرة من الباعوض والذباب.
هذا وقد هرع قسم الطوارئ بالولاية الى امداد المتضرررين بخيم ومشمعات أدوية اسعافية ، ناموسيات ، بطاطين بجانب معدات لتصريف المياه .
وفي ولاية شمال كردفان، شهدت منطقة سودري أمطارا وسيولا جارفة وكانت قرية الجربوع اكثر البلدات تأثرا بالأمطار والسيول كما شهدت منطقة النهود هطول أمطار بمعدلات غير معهودة صاحبتها زوابع رعدية وسقوط صاعقة كهربائية لم تخلف اي اضرار، وفي حاضرة الولاية فقد سجلت الأمطار اعلي معدلات لها منذ عام 1988 ما ادي الي سقوط عدد من المنازل والاشجار خاصة في الاحياء الغربية السلام والعشر والوحدة وفي شرق المدينة حيث مجري عدد من الخيران لتغمر المياه احياء كريمة وطيبة.
هذا وقد دفعت كثافة الأمطار حكومة الولاية الي تشكيل لجنة عليا للطوارئ كما طالبت السلطات المواطنين بتوخي الحيطة والحذر خاصة من دورات المياه التقليدية .
من ولاية القضارف، نقل مراسل الصحيفة عمار الضو ، صورة للواقع هناك اذ اشار الي ان الولاية شهدت في كافة مناطقها أمطارا غزيرة ادت الي جرف ردمية طريق القضارف دوكا القلابات بمنطقة سرف سعيد بطول «100 » متر وعرض «4 » امتار وعمق يصل «4 » امتار كما ادت غزارة الأمطار الي انهيار جسر خور السدر القلابات وعطرب بطول «100 » متر، وفي داخل المدينة فقد استمر هطول الأمطار منذ السادسة مساء وحتي الرابعة من صباح امس وقد صحبت الأمطار زوابع رعدية ورياح ادت لاقتلاع الاشجار في بعض احياء المدينة كما احدثت انهيارا جزئيا ببرج شركة «ام تي ان » للاتصالات ما دفع بالسلطات لاغلاق بعض المحال التجارية لضمان سلامة اصحابها لحين معالجة المشكل.
واشار مراسل «الصحافة» بالقضارف الي ان اجهزة الولاية وشركة بن بله قد تحركوا لاصلاح الانجراف بطريق القضارف القلابات حتي لا تنعزل القري والبلدات، بيد انه عاد للحديث عن المخاطر المحيقة جراء التدهور المريع في مجال صحة البيئة وانتشار الذباب لتبرز العديد من حالات التيفويد والتهابات الاطفال، مشيرا الي ان مستشفي القضارف بات يستقبل اعدادا فوق المعتاد .
وعن الاثار علي القطاع الزراعي ،اشار مراسل «الصحافة» الي انه ووفقا لعبد المجيد حاج التوم نائب رئيس اتحاد المزارعين بالولاية فان المنطقة الزراعية لم تلحقها الاضرار غير ان انهيار جسر الفشقة بمنطقة الصوفي البشير لا زال يسد الطريق امام نقل المدخلات للمنطقة التي تعتبر احدي اكبر مناطق البلاد انتاجا للمحاصيل.
وحسب مراسل «الصحافة» بولاية النيل الابيض فيصل أحمد خير ، فقد شهدت ولاية النيل الابيض أمطارا غزيرة تمددت مقاييسها بحوالي 58م وكانت اكثر المناطق تأثرا محليات كوستي ،الدويم ،القطينة ،ومناطق الباح وام صقيعون وكرمل بمحلية تندلني، هذا وقد ادي هطول الأمطار الى حدوث اختناقات بمصارف المياه بمحلية كوستي خصوصا احياء النصر ،الرابعة ،العائدين ،الحلة الجديدة ،مما ادي الى انهيار عدد من المنازل وانهيار جزئي لعدد من المدارس الخاصة بحي الرابعة فيما بدأت سلطات الدفاع المدني فى احصاء الخسائر .
الى ذلك، قام والي النيل الابيض يرافقه وزير التخطيط ومعتمد كوستى بجولة على المناطق المتأثرة بمدينة كوستى ووجه الوالي لجان الطوارئ بالمحليات بان تكون فى حالة انعقاد مستمر لمجابهة الاثار السالبة للخريف وزيادة الآليات والاعمال اليدوية لفتح المصاريف مؤكدا ان الوضع تحت السيطرة .
فيما اشار وزير التخطيط الى وضع التحوطات اللازمة لتأمين الطريق القومي الخرطوم كوستي بتشييد 3 كباري لمعالجة المشاكل التى ادت الى جرف الطريق الموسم قبل الماضي اضافة لتأمين مسار خور ابوحبل بالجسر الواقى .
وفى ولاية نهر النيل، ادي تدفق السيول الى جرف الطريق القومي الخرطوم -عطبرة -بورتسودان بمنطقة جبل جاري وتكدست مئات العربات فى انتظار اصلاح الطريق.
انخفاض في مناسيب النيل
مناسيب النيل سجلت انخفاضا عن العام الماضي بمعدل 2سم معلنا عن استعداد قواته للسيطرة على الاوضاع مؤكدا استعداد ادارته لتوفير معينات الايواء من خيم ومشمعات، وناشد المواطنين بالاتصال على الرقم 988 للتبليغ عن اي حالات طارئة حماية لارواحهم وممتلكاتهم.
بلة علي عمر- سارة تاج السر :الصحافة