قررت الصين منع ألعاب المافيا وعصابات الشوارع على الإنترنت متهمة الشبكة بالترويج للسلوك المعادي للمجتمع وبالتالي ايذاء الشباب.
وقالت صحيفة الشعب الصينية الناطقة باسم الحزب الشيوعي إن وزارة الثقافة أصدرت بيانا حظرت فيه مثل هذه الألعاب، التي انتشرت بكثرة على الإنترنت مؤخرا.
وجاء في البيان الذي نشر على موقع الوزارة على الإنترنت أمس الأول أن هذه الألعاب “تبرز سلوك رجل العصابات المعادي للمجتمع ولجوئه إلى الضرب والقتل والنهب والاغتصاب والغش، وكلها تروج للقتل والعنف”.
وتابع البيان أنه من الضروري منع هذه الألعاب لأنها “تهدد جهود المجتمع من أجل بناء دولة قانون كما تشوه الأسس الأخلاقية ويمكنها أن تؤذي الشباب بسهولة”.
وسبق للسلطات الصينية أن حجبت مواقع على الإنترنت اعتبرتها غير مناسبة من بينها مواقع إباحية، أو آخرى ذات مضمون سياسي، حتى لقبت الرقابة بـ”جدار الصين العظيم”.
خطة محكمة
وكانت الحكومة الصينية تسعي لحجب المواقع الالكترونية الإباحية بفضل برنامج جديد يتم تحميله على أجهزة الكمبيوتر الشخصية .
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المطور الرئيسي للبرمجيات تأكيده استهداف المواد الإباحية من هذه الخطوة، بهدف حماية الشباب من المحتوى الضار .
وسبق أن أغلقت السلطات الصينية 44 ألف موقع إلكتروني، واعتقلت ما يقارب 868 شخصاً لمحاربة ما أسمتها بـ “الإباحية الجنسية عبر الإنترنت”.
وبحسب الصحيفة، فإن برنامج “السد الأخضر-حارس الشبان ” (Green Dam-Youth Escort) سيحجب الدخول على المواقع المحظورة بالارتباط بقاعدة بيانات .
وأكد باحثون في الإنترنت بوقت سابق فرض السلطات الصينية رقابة على الرسائل المرسلة من خلال الموقع الإلكتروني “سكايب”، كما حجبت الحكومة الصينية موقع You Tube التابع لشركة Google، والمخصص لعرض تسجيلات الفيديو، لمنع تسرب مقاطع فيديو تظهر رجال شرطة صينيون يعتدون بالضرب على تبتيين.
أمريكا تعلن مخاوفها
وقد أصبح فرض الرقابة علي الإنترنت في الصين الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام هذه الأيام ، خصوصا ان الأمر يرتبط بشكل كبير بدعاوي حقوق الإنسان وحق الفرد في التعبير عن رأيه، حتي أن مسئولون تجاريون أمريكيون بعثوا برسالة إلى نظرائهم الصينيين يحثونهم فيها على إلغاء نظام يتطلب تركيب برنامج في أجهزة الكمبيوتر لتقنية مثيرة للجدل على شبكة الإنترنت.
وأوضح الممثل التجاري الأمريكي رون كيرك ووزير التجارة جاري لوك في رسالة إلى الحكومة الصينية إن برنامج جرين دام أو “السد الأخضر” الذي ستطلب الصين تزويد جميع أجهزة الكمبيوتر الجديدة به ، يمكن أن يستخدم لفرض قيود على حرية الحوار وإثارة تساؤلات حول التجارة الحرة، مضيفا أن الصين تضع بطلبها هذا الشركات في وضع غير مقبول بأن تطلب منها دون إشعار عام أن تحمل برنامجا يبدو أنه يمثل رقابة أمنية واسعة على شبكة المعلومات.
وكانت الحكومة الصينية ذكرت أن البرنامج مطلوب لحماية الأطفال من المواد الإباحية وأنه سيستخدم مع أي شركة تريد بيع أجهزة الكمبيوتر في البلاد.
وقالت الولايات المتحدة إن هذه الخطوة قد تمثل انتهاكا لالتزامات الصين حيال منظمة التجارة العالمية بفرض برنامج معين يتم تحميله على أجهزة الكمبيوتر.
المصدر :محيط