“لسان” دكتور مأمون!

[JUSTIFY]
“لسان” دكتور مأمون!

ما يفعله دكتور مأمون حميدة في الحقل الصحي بولاية الخرطوم من الطبيعي أن يستثير عليه الكثيرين ممن يخالفونه الرأي بتجرد أو من الذين اقتربت النيران من ذيل مصالحهم!

قناعتي الشخصية من خلال زياراتي المتعددة لعدد من المستشفيات الطرفية بالخرطوم أن الرجل بذل من الجهد في التخطيط والتنفيذ ما يستحق عليه الإشادة والعون لا الإساءة والتخذيل.
زيارة واحدة لمستشفى حاج الصافي أو ابراهيم مالك أو التركي بالكلاكلة، كافية لإقناع أي شخص بأن تجربة نقل الخدمات الصحية من سنتر الخرطوم إلى أطرافها فكرة صائبة.
مستشفيات طرفية تعالج ما هو مقدور عليه من أمراض وأخرى مرجعية متخصصة في ما هو مستعصٍ ومعقد.

مع ذلك لا يحتاج الدكتور مأمون حميدة لأن يسيء لمنتقديه ويصفهم بالجهل والتآمر.
هو رجل عام عليه احتمال ما يقال في حقه دون غضب أو توتر حتى ولو كان نقداً جائراً.
في لسان مأمون حميدة حمض حارق يفسد عليه الكثير مما يفعل!
المناقل…إلى نصفين!

تعديلات وقرارات كبيرة بولاية الجزيرة منها تقسيم المناقل لمحليتين وتحويل معتمدين إلى وزراء والعكس !
للأسف ، هو تبديل وليس تعديلا يتم لمصلحة الكبار ومراعاة لمخاوفهم كذلك!
الأمر لا علاقة له بالإصلاح والتطوير وتحسين الخدمات، هي حرب التكتيكات على قواعد لعبة الكراسي، كلمة السر فيها إقصاء البعض واسترضاء آخرين!

أردوغان (الغضب يعمي)!

مسكين رجب طيب أردوغان اختار الطريق الخطأ لمواجهة أعدائه…!
هو الآن يسرع الخطى على طريق لا يقود إلا إلى المقابر أو إلى مزابل التاريخ!

أي سياسي في العالم يختار السير في الاتجاه المضاد لعجلة ومسيرة التاريخ سيحكم على نفسه بالفناء والتلاشي أو السقوط تحت الأقدام!

طعنة نجلاء وجهها أردوغان لتجربته الناضرة في الحكم حينما قرر أن يواجه اتهامات الفساد التي وجهت لأسرته ورفقائه لا بدحضها والرد عليها ولكن بمحاولة إخراسها وإطفاء الأنوار!
حجب موقعي تيوتر ويوتيوب بتركيا سيزيد من الترويج للاتهامات في مواقع التواصل الأخرى!
أردوغان في حالة انفعال وتوتر تفقده التركيز والمقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة!
أخطأ في تقدير قوة ونفوذ وأذى حلفاء الأمس مجموعة فتح الله كولن حينما يتحولون إلى أعداء!
ما فعله رئيس الوزراء التركي أشبه بتحطيم جهاز المذياع أو التلفاز في لحظة غضب عند سماع خبر سيء!

(عشان تاني تمشي الجرائد)!

المذيع التلفزيوني كمال سويكت الذي نشرنا رسالته في هذا العمود عن اوضاع وأحوال التلفزيون القومي بكل ما فيها من تدهور وبؤس يمتد من الشاشة البلورية إلى دورات المياه..وجد جزاءه على طريقة الصفع في الظلام حتى يصبح عبرة للآخرين!

أحجية سلمى!
سلمى التجاني صحفية متميزة لها درجة عالية من الصدق والتجرد في تأدية مهامها الصحفية.
تلك شهادتي فيها حينما عملت تحت رئاستي بالقسم السياسي في العزيزة (الرأي العام).
ذهبت سلمى (بت أم سنط) إلى دارفور في أشد الأيام صعوبة وشراسة، دخلت معسكرات النزوح متنكرة في ثوب نازحة، هاجمها المتمردون في الأسافير وارتابت فيها أجهزة الحكومة.
سلمى من مقر إقامتها بلندن أخرجت تجربتها الصحفية بدارفور في كتاب حمل عنوان (شظايا الأحجية…سياحة صحفية وسط نيران صديقة)!

لم أطلع على الكتاب ولكن كل ما أتمناه، أن تكون سلمى لم تتنكر لخطها القديم في الموضوعية والتجرد وألا يكون ضباب لندن قد شوش على رؤيتها للأشياء وألا تكون قد أعادت ما كتبت وقتها بصورة تتماهى الآن مع ظلال ورائحة المكان.
عزيزتي سلمى/
ما فعلتيه وقتها لم يكن سياحة بل مغامرة محفوفة بالمخاطر.
لم تكوني حينذاك على صداقة مع أسلحة المتقاتلين من هنا وهناك، كنت حينها صديقة الضحايا المساكين وعدوة لتجار الحرب!
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني

Exit mobile version