أطفال غزة يصلون القدس عبر الحاسوب

حرمهم الحصار الإسرائيلي من مشاهدتها علي الواقع والتجوال في أزقتها والاستمتاع بالصلاة فيها، فأصروا على شد الرحال إليها بعقولهم وبرامج الحاسوب التي حملتهم وغيرهم من شعوب العالم للتنقل بين بواباتها والتعرف على تاريخها.

هكذا أصر أطفال غزة على مواجهة الحصار باستخدام تكنولوجيا الحاسوب، والوصول إلى القدس والمسجد الأقصى عبر إبداعاتهم البرمجية.

الفتى الفلسطيني مجد عويضة لم يتجاوز عمره 16 عاما استطاع أن يخترق الحدود وصولا للقدس والأقصى عبر برنامجين محوسبين يحكيان قصة القدس والأقصى.

وحول سبب اهتمام عويضة بقضية القدس، قال “منذ أكثر من عشر سنوات زرت القدس برفقة والدتي وشاهدت أبوابها وقبة الصخرة، فكان حلمي أن أراها بأم عيني مرة أخري، لكن ظروف الاحتلال حالت دون ذلك، لذلك صممت على أن يراها العالم بأسره بكل تفاصيلها من خلال برنامجين محسوبين”.
وأوضح الطفل الفلسطيني للجزيرة نت قائلا “واصلت الليل بالنهار أجمع المعلومات وأصنفها، ثم خصصت كل وقتي لتصميم برنامجين يمكن لأي شخص استخدامهما للتعرف على القدس والمسجد الأقصى بسهولة ويسر”.

يتطرق عويضه في برنامجه الأول الذي اسماه “من للأقصى قبل أن يهدم” عن تاريخ المسجد الأقصى على مر العصور، ويطل عبر نافذة أخرى على أعداد السكان المحيطين به، وما آل إليه المسجد الأقصى، عارضًا آثار التدمير التي أحدثتها قوات الاحتلال بحفرياتها تحت الأقصى، وتهويدها للمدينة بطرد أهلها منها، وتغليفها بالجدار العازل، وعرّج على قرى القدس المهجرة.

مخاطر التهويد
وفي برنامجه الثاني “تهويد القدس” يشرح مجد، عبر أيقونات متنوعة، أخطار التهويد وبداية المخطط الصهيوني، ثم يخصص رابطاً لاستعراض صور فوتوغرافية وتلفزيونية تؤكد فداحة الجريمة التي يقترفها الاحتلال في حق المدينة المقدسة. وفي النهاية يوضح الرسالة التي يريد إيصالها للعالم بأن القدس تنادي جميع الشعوب “فهل من مجيب ؟”.

أما الفتاتان دينا شملخ (15 عاماً) وميسون بكر(15 عاماً) فتمكنتا من تصميم برنامج بعنوان “القدس عاصمة الثقافة العربية” ضم ستة أبواب رئيسة تتضمن زوايا دينية وثقافية وتاريخية وجغرافية وفنية وملفا خاصا بالصور والرسومات.

وحول دوافع اختيار الطالبتين لموضوع القدس في برنامجهما، قالت الطالبة دينا شملخ “شغفنا للوصول لمدينة القدس المحتلة هما المحركان وراء تعقبنا لكل أخبار المدينة”. وقال للجزيرة نت “نحن لا نستطيع حمل البندقية للدفاع عن القدس، لكن يمكننا فعل الكثير من أجل القضية من خلال العلم والإبداع”

الجزيرة نت

Exit mobile version