فن مصر الليمون

[ALIGN=CENTER]فن مصر الليمون !! [/ALIGN] تداعت لخاطري جملة خواطر وذكريات حول الاختلاف في تصرفك على سجيتك عندما تكون بمفردك عنه عندما تكون مع الآخرين، وتذكرت مقولة جان بول سارتر (الآخرون هم الجحيم) ورغم أنني لا أرى في نفسي الكفاءة اللازمة لمناقشة أفكار سارتر حتة واحدة ولكن ممكن أتشابر وأعبر عن ( وجهة نظري)، فمع أن المقولة تعبر عن رؤية – زول معقد وفيها الكثير من التضخيم لرقابة الآخرون والذين هم المجتمع من حولك، إلا أنها تصلح كمقياس للمشقة التي تصاحب محاولة التصرف وفق نهج يرضي عنك الناس ولعل لدينا في ذخيرة حكمتنا العربية القديمة ما يقاربها في المعنى والذي يقول (من راغب الناس مات هما).
شهد العقد الأخير من الزمان طفرة تكنولوجيه هائلة في مجال الاتصالات والأقمار الصناعية وما لها من مقدرة على رصد (دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء)، كما شهد تطور في نظم المراقبة وبصبصة العيون الإلكترونية ( كاميرات المراقبة الخفية) جعل البعض في هاجس من أن يكونوا كالملك الذي يمشي عاريا دون أن يدري..
في إحدى مسرحيات (دريد لحام) القديمة يحكي على لسان بطل المسرحية عن هذا الهاجس .. ففي حوار يجمع البطل مع أحد أصدقائه، حكي لصديقه عن مكالمة تلفونية جاءته ليلا من أخيه المقيم في أمريكا، فعندما كان ينام على سطح منزله (وماخد راحتو على الآخر)، أتصل به أخوه وطلب منه أن يتغطى ويدخل لينام في الداخل لأنهم يرونه من هناك في أمريكا!
ولعل دعابة (دريد لحام) هذه قد صارت حقيقة واقعة الآن- ولعلنا نعيش دون أن ندري تحت المجهر الأمريكي – بعد ما عايشناه من دعاوي محاصرة الإرهاب خاصة بعد أحداث سبتمبر وما تلاها.
= يعتبر الأتكيت أو فن التعامل مع وفي وجود الآخرين مقياسا للتحضر والرقي والتشبه بالحضارة الغربية رغم أن الإسلام كان قد أسس لقواعد التعامل والسلوك في كل الظروف، فقد علمنا أدب الاستئذان ومواعيد الزيارة وطريقة الحديث والأكل، بل علمنا أيضا كيفية أدارة الحديث في المجلس، لمن نستمع ومتى نتحدث، وحثنا على عدم جرح مشاعر من يتشاركون معنا في المجلس بالتحدث همسا دون إشراكهم في الحديث وغيرها من آداب السلوك والتي نعتبر التعامل بها محاولة ل(الفرنجة) رغم أنها من أبجديات التعامل وفق ديننا الحنيف.
ولعل خير مثال نسوقه لأهمية مراعاة الاختلاف في طريقة التصرف عندما تكون مع أو بعيدا عن رقابة الآخرين – فقد حدثنا أحد أصدقاء الأسرة عن سبب صرفه النظر عن خطبة فتاة بعينها والتي كانت تعتبر عروسة نموذجية له، جمال وتعليم ووظيفة مرموقة وأسرة ذات صيت، صرف النظر عن خطبتها بعد أن كان يسعى وبشدة في محاولة التعرف عليها، وقدم بين يديها الأجاويد من صديقاتها سعيا للقرب منها، ورغم أنه كاد يطير من الفرح عندما جادت وتنازلت وقبلت دعوته لتناول طعام الغداء بأحد المطاعم الراقية بحجة التعارف عن قرب .. فبعد انتهاء الوجبة أوصلها لمأمنها و(قال يا فكيك).. هرب هربة رجل واحد .. سألناه:
مالك كبيت الزوغة من العروس بعد كنتا مشحتف عليها؟
أجابنا:
دي ما عندها إتعملتا.ركة واحدة بس عملتا .. خسفت بيها الأرض في عيني.
سألناه:
سوت شنو بت الناس المسكينة؟
أجابنا في قرف:
دي زولة غجرية ساكت .. أول ما الجرسون جاب الأكل ختاهو قدامنا .. زولتك جرت صحن السلطة عليها وشالت الليمونة لمت ليك فيها عصر بي عزِما كلو .. وبعد داك رشت فيها الملح وهاك ياعجن .. أخمشك أخمشك وقالت لي قال : إتفضل
داعبناه وقلنا:
وطيب ياخ مالو .. ما يمكن عايزة ترفع الكلفة وتعمل فيها البساط أحمدي.
أجابنا إجابة القنعان:
يا جماعة أنا من طريقة المصرت بيها الليمونة صرفتا عنها النظر .. دي ما بتخارج معانا!!!!!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version