كما يقولون عندما تضيق المداخل والمخارج على الناس يبحث العامة عن ذلك المسؤول قائلينا «انتوا يا جماعة سيدنا في البلد دي منو»؟ ها هي وزيرة العلوم «تهاني عبد الله» تعلن وصايتها على مستخدمي تقنيات الاتصالات بعبارة «الاستخدام بأدب»، مطالبة بضرورة استخدام تطبيقات الواتساب بأدب.. ولأننا على عموم سودانيتنا لا نحبذ فكرة الوصاية وربما كان من بين الشباب المعني من هو أكثر اقتداراً على تقديم النصح والوصاية.. لا علينا فإن الوزيرة ومن حكم «وصياتها» الوزارية معنية بالمطالبة بضرورة استخدام الواتساب بأدب- «كما جاء بالصحيفة»- خلال مخاطبتها منتدى المستهلك حول الدور الإيجابي لشركات الاتصال.. لا نعيب على الوزيرة اعتقادها في «سوء استعمال البعض للتقنية» لأن هناك حقيقة دائماً قصاد كل صالح طالح، وقصاد كل ما هو إيجابي سلبي، وكل ما هو جاد هزل.. فهل مثل هذه التنبيهات مقدمات لقرارات مبطنة قادمة في ظل «كلام» سابق عن محاولات لإيقاف بعض استخدامات التقنيات الاتصالية بافتراض «أن الشعب السوداني سيئ الاستعمال للتقنيات» وإن لم يقال ذلك الكلام بصور مباشرة، لكنه قيل ضمنياً بمثل شاكلة كلام الوزيرة المعنية.. فهل يا ترى هي أولويات اختصاصات «تهاني» أن تدلف لمحتوى استعمال الناس لتقانة الاتصالات أم أنها هي معنية بجودة الخدمة من عدمها.. وعطفاً على بدء نسأل «يا اخوانا نحنا سيدنا في البلد دي منو.. والوصي علينا منو..» عليكم الله «سيبوا الدجل دا» نحن شعب راق ومؤدب لا يخلو من «التفلت» ولعل «تهاني» مثل الحكومة تماماً تعرف وجود هذا التفلت في كل مضارب الحياة.. وخير شاهد على ذلك تفلتات السودان الكثيرة ومسيخة دي.
شماعتكم:
بذات الطريقة الفجة التي يتعامل بها المسؤولون مع القضايا الملحة بفقه «وجهنا.. وننقل بدورنا.. وتتنزل وسنعيدها سيرتها الأولى» وغيرها من عبارات كأنها «شماعات» لملص المسؤولية نجد أن المواطن ملَّ وسئم من كثرة تماهي المسؤولين مع «مط» الطريق أمام حلول المشاكل.. بل أن بعضهم يتعمد القفز فوق بعض المشاكل الأساسية لتبني مشاكل «قمة في الثانوية» وما يقدح في بعض أنشطة هي في تصانيف نوافل الأمور لا أساسياتها يمتاز بالكم لا الكيف يجعل المواطن في خانة الاندهاش لهذا التعاطي معه وقضاياه، فجوهر أمره أنه محسوب في خانة «الشماعة» التي تستحق الردم عليها، ومن ثم يجد من بعض المسؤولين النظر اليه بعين أنه يستحق الوصايا في أمور لا تتخطاها عينه.. ما بين وصاية البعض الذين هم في وادٍ غير وادي هؤلاء وحاجاتهم المسيسة لبعض الأساسيات ضرباً من فقه التحمل للمسؤولية واستبانة خيوط الأبيض من الأسود.. فإن أصعب مسؤولية في هذا الكون أن تحمل أمانة لقوم بسطاء وتترفع على خدمتهم بجعلهم «شماعة» لتبرير عجزك.
آخر الكلام
نعم مؤدبون.. ولا كمال في الأرض، وعجلة التقنية ماضية أبى البعض أم قبل، ولا أحد يبقى منكسراً إلا من به عيب في عقل أو وجدان.. فمرحب بالذين يتوصون بالخير بعد اكمال واجبهم تجاه هذا الخير.. (أها يا ناس شابكننا العالم بقى قرية.. أها دايرين تطنطنوا من القرية مالكم»!!؟..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]