قمة فتح المسارات

[JUSTIFY]
قمة فتح المسارات

عندما يطالع القاريء الكريم هذه المادة، يكون كاتبها ـ بإذن الله ـ قد وصل إلى دولة الكويت الشقيقة، بعد رحلة طويلة بدأت من الخرطوم إلى دبي ثم إلى الكويت بعد ساعات انتظار طويلة يقضيها المسافر إلى هناك في فنادق دبي الحديثة، ولا يُحْزِن في هذه الرحلة سوى أن البقاء في «دبي» إحدى أجمل وأبهى مدن العالم لن يطول، وإن الوصول إليها سيكون في وقت النوم عند منتصف الليل تقريباً، لنغادر قبل السابعة إلى الكويت، لنكون شهوداً على قمة عربية عادية في الترتيب، استثنائية وفق الأحداث.

قبل يومين قال لي الأستاذ عبد الرحمن الأمين، رئيس تحرير صحيفة الخرطوم الغراء، ونحن في الاجتماع المشترك بين الصحفيين ومجلس الطفولة، قال لي معلقاً على رحلتنا هذي: «بختكم.. الكويت دي بلد جميلة بصورة غير عادية».

تلك العبارة اعتبرتها مفتاحاً لأبواب القضايا المعقدة التي تواجه الشعوب العربية في الوقت الحالي، رغم أن القمة العربية خصصت قضية مكافحة الإرهاب لتكون أول أجندة الملوك والأمراء والرؤساء العرب، ولهذه القضية ظلال سابقة، وأخرى لاحقة، إذ أن السابقة تجيء من مداخل الأزمة السورية، التي جعلت من أرض الشام ـ حفظها الله ـ ساحة للحروب بـ «الوكالة»، ومسرحاً لتصفية الحسابات السياسية والعقائدية، وهو ما دفع بعشرات المئات من أصحاب المعتقدات، ومعتنقي الأفكار الإقصائية للتفاعل مع الأزمة، كل حسب فهمه وفكره وأسبابه.

التطورات في الأحداث السياسية، جعلت للإرهاب ظلالاً لاحقة، ظهرت بعد تحديد موعد القمة العربية، وساقت معها تداعيات لا نعرف ما يمكن أن تنتهي إليه، خاصة وأن هناك أطرافاً عديدة، يمكن أن تستفيد من الفعل ورد الفعل، مع الوضع في الاعتبار أن أول المستفيدين من أي تدهور في الأوضاع بالمنطقة هي إسرائيل، التي لا يشك كثيرون في أن لها يداً وارتباطاً بكل الأحداث السالبة في المنطقة، منذ حرب الخليج الأولى والثانية ثم غزو العراق، وضرب الأنظمة العربية من خلال ما يسمى بثورات الربيع العربي.

من تداعيات قضية الإرهاب والحرب بالوكالة على مختلف الساحات، ظهرت الأزمة بين الشقيقة مصر ودولة قطر الشقيقة، باتهام مصر الرسمية لدولة قطر بدعم نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، وبالتالي دعم جماعة الإخوان المسلمين، ثم أصبحت الأزمة أزمات، خاصة وأن بعض دول مجلس التعاون الخليجي ظلت تتخوف من التمدد الإخواني في قصور الحكم بدول ثورات الربيع العربي، وحدث تنسيق بين الأجهزة المختصة ـ وهذا متوقع ـ بين ثلاثة من جيران قطر، وشركائها في مجلس التعاون، والقوا بمفاجأة سياسية ـ غير متوقعة ـ بسحب سفرائهم من دولة قطر، وهم السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وهو ما عده المراقبون تطوراً سالباً ستكون له انعكاساته على بقية دول المنطقة والمنظومة العربية.

القضية كبيرة وخطيرة ومتشعبة، لكن مع ذلك تبقى الآمال الشعبية العربية معلقة على قمة الكويت، التي وجه زعيمها وحاكمها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت بأن تعمل آليات ولجان كويتية وتسعى لاحتواء تداعيات أزمة سحب السفراء من الدوحة.

قمة الكويت ستناقش قضايا أخرى لكن رأب الصدع بين الأشقاء سيظل المطلب الأعلى وتكسب المنطقة منه الكثير، لكن سيخسر الإخوان.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version