في اخبار (السوداني) امس، استطاعت المحررة النابهة والمميزة وجدان طلحة جلب خبر في غاية الأهمية يتمثل في كشف ورقة علمية قام بإعدادها البرفيسور خليل عبد الله مدني لرقم مخيف فيما يتعلق بازدياد أعداد الأجانب في العاصمة، حيث كشفت الورقة أن (40)% من سكان الخرطوم (أجانب)، وقبل أن ترفع عزيزي القارئ حاجبيك بمقدار دهشة الخبر دعني أرفق إليك بقية التفاصيل والتي تقول: (كشفت ورقة علمية أعدها البروفيسور خليل عبد الله مدني أن 40% من سكان ولاية الخرطوم أجانب، وأشارت إلى وجود 4 ملايين أجنبي بالبلاد بينهم 64 ألفا يقيمون بطريقة غير شرعية فيما بلغ عدد الدبلوماسيين الأجانب 700 دبلوماسي وبلغ عدد الشركات الأجنبية 950 شركة يعمل بها 13 ألفا و150 أجنبياً فيما بلغ عدد الطلاب الأجانب 13 ألفا)..انتهى.
ببساطة شديدة وبعيداً عن أي (تعقيدات لغوية) يسرني عزيزي القارئ أن أحيطك علماً بأنك طلعت (مغترب)…(أي والله مغترب عديييييل كدا)، فالأرقام الماثلة أمامك تؤكد لك ذلك، وتدفعك لأن تجاهر بـ(اغترابك) لكل من حولك ممن يحملون ذات الجنسية السودانية، مع التأكيد عليهم أن يتعاملوا منذ اليوم وصاعدا باعتبار انهم (مغتربون)، مع حفظ كافة حقوقهم التي يكفلها لهم (حق الاغتراب).
أرقام مخيفة جداً في عدد الأجانب بالبلاد، في ذات التوقيت الذي تتسرب فيه أخبار عن مقاطعة عدد من الدول للسودان في مجالات عديدة من ضمنها المجالات البنكية ومجالات الطيران وخلافها، وهو تناقض مخيف، فكيف تقوم تلك الدول بمقاطعة السودان وجالياتها الضخمة تقيم بداخله وتتعامل بكافة حقوق المواطنة المكفولة لها في السكن والعمل والتوظيف وحتى الزواج..؟؟
قبيل أيام سألني صديق لي وهو يقود سيارته بوسط الخرطوم عن سبب الازدحام الشديد في العاصمة خلال اليومين الماضيين فأخطرته بأن تلك الزحمة لن تخرج في الغالب الأعم عن (صيانة شارع) أو (تحويل اتجاه)، لكنني بعد أن اطلعت على ورقة بروف خليل أمس، سارعت بالاتصال به وأخبرته بأن تلك الزحمة مبررة جداً فهي نتيجة طبيعية للزيادة الكبيرة في أرقام الأجانب بالعاصمة، وطالبته ألا يتحدث في هذا الموضوع مرة اخرى، فسألني بقلق عن سبب ذلك، فأخبرته بورقة بروف خليل، وأكدت عليه للمرة الثانية ألا يتحدث في هذا الموضوع، فورقة بروف خليل أكدت أنه (أجنبي) و(مغترب)- بحسابات الأرقام- وربما يدفع ذلك الاحتجاج أو الاعتراض السلطات لـ(كنصلة) إجراءات إقامته في الخرطوم في أي لحظة..!!!!
شربكة أخيرة:
جارتنا الإثيوبية (سارة) دائماً ما تقول لنا وبملء الفم بأنها (ست بلد)، وكنا كثيراً ما نضحك عليها ونداعبها ونقول لها بأنها مجرد (وافدة) علينا يمكن أن ننهي إجراءات إقامتها في (خرطومنا) متى ما شئنا، لكنني اليوم أتقدم إليها باعتذار رسمي وأقول لها: (معليش يا سارة يا اختي…نحنا الطلعنا مغتربين)..!!!!
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني