الصحة مطلب جماعي والعمر المديد هاجس كل البشر، ووسط هستيريا الناس بالحياة وسعيهم المتواصل للمحافظة على أجسامهم في أفضل حالاتها، يرى العلماء أن ذلك ليس بالأمر المستحيل، لكن بشرط أن يدرك الأشخاص أن لكل عضو من أعضاء جسمهم حقا عليهم، خصوصا وأن الحفاظ على عافية كل عضو من شأنه أن ينعكس إيجابا على سائر الأعضاء لأنها مترابطة ببعضها البعض.
وتحتل العناية بالدماغ الترتيب الأول لأنه المحرك الأساسي لجسم الإنسان.
لذلك يؤكد غاري سمول، الطبيب في مركز لوس أنجلوس لعلاج أمراض الشيخوخة، على ضرورة أن يقوم الأشخاص سواء الكبار أو الصغار بممارسة نشاطات تحفز الجانبين الأيمن والأيسر من الدماغ، مثل الأحاجي أو الألعاب الإلكترونية التي من شأنها أن تحافظ على اللياقة الذهنية للدماغ.
وفي سياق متصل ذكرت دراسة أعدّتها جمعية الشيخوخة الأميركية أن ألعاب الفيديو لا تحفز أدمغة الأطفال والمراهقين على العمل فقط، بل تنشط أيضاً أدمغة المسنّين وتقوي قدراتهم الذهنية.
كما بيّنت أن ألعاب الفيديو تساعد المسنّين على تذكر الأحداث التي عاشوها من دون جهد كبير، بالإضافة إلى التفكير بشكل منطقي.
وأكد العلماء على طبيعة التغذية التي يتناولها الأشخاص، لأنها عامل أساسي في الحفاظ على صحة الدماغ، بحيث يجب عليهم أن يختاروا الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، مثل اللوز والعنب البري، وأغذية غنية بأحماض Omega-3 مثل سمك السلمون.
وناقش المؤتمر السنوي الواحد والستين للاكاديمية الاميركية للاعصاب الذي عقد بين 25 أبريل/نيسان والثاني مايو/أيار 2009 في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، دراسة عن الدور الذي تلعبه النشاطات الذهنية، وفي مقدمها القراءة في تنشيط وتحفيز الدماغ على العمل وتأخير أو منع الاصابة بفقدان الذاكرة.
وذكر موقع علمي اميركي أن الدراسة شملت 197 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 70 و89 سنة يعانون من ضعف الادراك البسيط، أو يعانون من فقدان الذاكرة بالاضافة إلى 1124 من عجائز لم يعانوا من أي مشاكل في الذاكرة، مشيراً إلى أن أفراد هاتين المجموعتين ردوا على أسئلة بشأن النشاطات التي قاموا بها خلال العام الماضي، وعند من تراوحت أعمارهم ما بين 50 و 65 سنة.
وتبين للباحثين أن الاشخاص الذين كانوا يقرأون ويستخدمون الكومبيوتر أو كانت لديهم مهن مثل صنع الأواني الفخارية أو ما شابه، خفّ خطر تعرضهم لفقدان الذاكرة بنسبة تراوحت ما بين 30 و 50% مقارنة بنظرائهم الذين لم يقوموا بأي من هذه النشاطات.
وفي هذا السياق، قال الباحث يونانس من مايو كلينيك في روشستر والعضو في الاكاديمية الاميركية لعلم الاعصاب “إنها دراسة مثيرة للاهتمام لأنها تثبت أن الكهولة ليست بالضرورة عملية سلبية، وبأنك إذا شاركت في نشاطات ذهنية يمكنك الحفاظ على ذاكرتك في المستقبل”.
كما أفاد العلماء أن ثاني عضو جسدي يجب على الأشخاص الحفاظ عليه هو القلب، وذلك للوقاية من العلل التي تصيبه مثل ارتفاع ضغط الدم والكولسترول، والتي قد تؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية التي من الممكن أن تؤدي إلى موت محقق.
وعلاجا لهذه المسألة رأى العلماء أنه من الضروري أن يداوم الأشخاص على لعب الرياضة لأنها مفيدة للدماغ وللقلب أيضا، مثل ممارسة ألعاب “الإيروبيكس” التي تحسن من استهلاك الأكسجين في الجسم ، وأن يحرصوا على التخفيف من كمية الملح في طعامهم وأن يزيدوا بالمقابل من تناول الفاكهة والخضروات، لأن ارتفاع نسبة الملح في جسم الانسان تعمل على اعاقة التدفق الطبيعي للدم المغذي للقلب.
وطالبت دراسة أمريكية حديثة بضرورة خفض معدل استهلاكه بصورة ملحوظة، مما يؤدى الى خفض ضغط الدم المرتفع وهو ما يسهم بدوره في تقليل فرص الاصابة بأمراض القلب، وتحسين التدفق الطبيعي للدم.
أظهرت بعض الإحصاءات الحديثة أن أمراض المفاصل أصبحت تشكل حالياً حوالي نصف الحالات المزمنة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ستين عاماً أو أكثر، كما أن الإصابات الناتجة عن حوادث الطرقات آخذة في التزايد بدرجة هائلة، ويقدر أنه بحلول عام 2010 سوف تستهلك هذه الإصابات حوالي 25% من مجموع النفقات المخصصة للرعاية الصحية في الدول النامية.
وخلال العقد الماضي، تضاعفت أعداد الكسور الناجمة عن هشاشة العظام، وعلى سبيل المثال لا الحصر، سوف تعاني 40% من النساء ممن هن فوق الخمسين عاماً من كسور بسبب هشاشة العظام، كما تتسبب الالتهابات العظمية المفصلية في نصف الحالات المزمنة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة.
لهذه الأسباب، ونتيجة للآثار الهامة الناتجة عن اضطرابات العظام والمفاصل على المجتمع فقد أكد العلماء أن العظام من الأعضاء الهامة في جسد الانسان لذلك يجب أن تسترعي انتباه وحرص كل الأشخاص، خصوصا وأنه عند تجاوز الأشخاص الثلاثين من العمر، يتوقف جسمهم عن تخزين الكالسيوم، وبالتالي لتعويض هذا النقص يجب عليهم تناول أغذية مليئة به مثل الحليب والأجبان.
وينصح العلماء أيضا بضرورة القيام بتدريبات رياضية للأجساد، وذلك عبر “هز” العظام عن طريق الرقص أو لعب التنس.
ومن الأعضاء الأساسية أيضا التي تحتاج الى عناية فائقة هي العيون، إذ كلما زاد سن الإنسان كلما تعرضت عيناه إلى عدة أخطار.
لذلك يرى العلماء من الضروري مراجعة أطباء العيون بشكل دوري للتأكد من عدم وقوع أي انتكاسات أو إصابات في البصر، وهذا أمر أكيد ومهم جدا.
وينصح العلماء الأشخاص بضرورة وقاية العيون من التعرض المفرط لأشعة الشمس، مما قد يؤثر عليها سلبا، ويعد اختيار النظارات الشمسية الصحية التي ستحمي العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية عنصرا هاما جدا، لأن استعمال النظارات المقلدة يسمح بدخول هذه الأشعة إلى العين، خاصة عندما تكون النظارة داكنة، فهي تخدع حدقة العين فتبقى مفتوحة فتصل إلى شبكية العين وتلحق بها ضررا كبيرا.
ولهذا السبب يجب استخدام العدسات المصنوعة من مادة تسمى “بلورايز”، التي تحمي العين من الأشعة المضرة، وتجعل الرؤية أوضح، كما تحمي العين من الأتربة وأشعة الشمس القوية التي تسبب جفاف العين والالتهابات، وهذا ما لا يتوفر في النظارات المقلدة والرخيصة”. وإذا كان للجانب الصحي أهمية كبيرة، فإن الجانب الجمالي لا يستهان به، ويحتاج هو الآخر إلى وقفة وتريث عند الاختيار، فليس كل ما هو مطروح يناسب شكل وجهك.
المصدر :العرب اونلاين