إذا لم تستحِ…!

[JUSTIFY]
إذا لم تستحِ…!

(إنهم يأكلون أموال الزكاة وطعام المتسولين)..!
العنوان صادم وصافع، لكنه يضع القضية في أعلى درجات الوضوح والمباشرة.
تحقيق المحررة النابهة هبة عبد العظيم، الذي نشر أمس، أصبح حديث المجالس، لما جاء فيه من تجاوزات، لا وصف يناسبها غير أنها “مقززة”.
موظفون كبار بوزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، لا تعف أنفسهم عن أخذ حقوق الفقراء والمساكين بجرأة ووقاحة غير مسبوقة.
كثيرة هي قضايا الفساد التي تتناولها الصحف، ولكن ما جاء في تحقيق هبة، يقدم نموذجاً يكشف ما وصل إليه الفاسدون من لا مبالاة وقوة عين.
إذا كان مدير الشؤون المالية والإدارية، المأمون على كل مال الوزارة، لا يردُّه رادع، ولا تعاف نفسه عن استلام مواد تموينية، وجوالات ذرة مخصصة للمتسولين، والتوقيع على ذلك الاستلام؛ فلا يكفي أن يكون رد المدير العام (على الدنيا السلام).
لن تصبح دنيانا في سلام، إذا كان المتخمون يخطفون (اللقمة) من أفواه الجوعى والمساكين!.
للأسف لا توجد في هذه الحالة عبارة مناسبة في قاموس التوبيخ الشعبي، غير تلك التي تقولها النساء في مواقع الحرج والفضح: (يخسي عليكم)!.
-2-
من حق سلطة الطيران المدني أن تجري التعديلات التي تراها محققة لمصلحة العمل وكفاءته.
لم يكن من الحكمة والحصافة، أن تتم عملية نقل إدارة بوابات الدخول إلى شركة الهدف، بطريقة تتسبب في تعطيل حركة الملاحة الجوية، بإثارة الغبار والأتربة الإعلامية.
ما حدث يكشف بؤس وفقر الذهنية التي اتخذت القرار، وعجزها عن التنبؤ والتوقع بردود الأفعال.
في الأماكن الحساسة مثل المطارات، يخضع كل شيء للحساب المضاعف، فالأخطاء وسوء التقديرات تصبح ذات كلفة باهظة الثمن، فالخطأ يعادل عشرة أمثاله في مكان آخر!.
فائدة مثل هذه الأخطاء أنها تنذر بإمكان حدوث ما هو أسوأ!.
فمن الأفضل بدلاً عن تغيير حراس بوبات الدخول، أن يفتح باب الخروج على مصراعيه، لمن تسبب في ما حدث!.
-3-
(ما هكذا تؤسس الحركات).. مقال نشر بالمواقع الإلكترونية منسوباً للدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى، وزير الدولة بالعمل سابقاً، في أيام الشراكة مع الحركة الشعبية.
تفاجأت حينما وجدت الدكتور ينفي علاقته بالحركة الوطنية للتغيير، التي تأسست قبل أيام، وضمَّت قيادات فكرية وسياسية وإعلامية بارزة، في مقدمتهم الدكتور الجزولي دفع الله رئيس وزراء الفترة الانتقالية، ومن بين الأسماء اسم صاحب المقال.
ود يوسف كتب بالحرف الواحد:
(حزنت بصدق وغشيتني نوبة من خيبة الأمل والمرارة، وأنا أطالع كغيري من الناس إعلان اسمي ضمن “الموقعين” على وثيقة أنا -حقيقة و ليس مجازاً- لم أكن جزءاً من الجهة التي صاغتها أو راجعتها أو أعلنتها!!!؟ أقول ذلك وبغض النظر عن محتوى تلك الوثيقة أو أهدافها أو مراميها. والأمر هنا يتعلق بأهمية الالتزام الحازم والمبدئي للكافة في النشاط العام بالاستنكاف عن تزوير الإرادات (مهما كان قدر حسن النية المفترض)، وكذلك ضرورة الابتعاد عن محاولات “التكويش” والاسترداف غير المأذون)!
كنت أتوقع وجود رد أو تعليق من أصحاب حركة التغيير ولكن ذلك لم يحدث!.
سأكتفي هنا باستلاف ما قاله ليو تلستوي:
(الجميع يفكر في تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه).
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني

Exit mobile version