يبدو أن الممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي باق في مهمته رغم التكهانات الإعلامية بالاستقالة من هذه المهمة شبه المستحيلة والتي أشرنا إليها سابقا ورجحنا في تحليلنا أن يستقيل الإبراهيمي لانعدام فرص نجاح مهمته في التوصل إلى حلس سياسي سلمي للأزمة السورية، ولكن الإبراهيمي لا يزال ممسكا ببعض الأمل.
وبذات الحماس والنشاط يتوجه اليوم إلى طهران ليبحث مع الجانب الإيراني مستقبل العملية السلمية في سوريا، وبعد فشل الجولتين الأولى والثانية من مفاوضات جنيف للسلام بسوريا يعود الإبراهيمي إلى طهران عسى أن تسعفه في الضغط على حليفها النظام السوري لجولة ثالثة متوقعة من المفاوضات.
وكان جدل كثيف قد دار قبيل الجولة الثانية بسبب مشاركة إيران التي تعترض الولايات المتحدة والمعارضة السورية على مشاركتها في المفاوضات باعتبارها جزءا من الأزمة وليس الحل بينما تساند روسيا مشاركة إيران، وبعد أن فشلت الجولة الثانية تماما فعلي الأقل الجولة الأولى حققت هدنة هشة استفاد منها بعض المحاصرين في حمص للخروج أو ساعدت على استقبال بعض الغذاء والدواء الذي تمكن المستعفون من إدخاله إلى أحياء حمص القديمة تحت وابل رصاص خرق الهدنة الإنسانية من أطراف الصراع السوري.
فشل الجولة الثانية وتقرير الإبراهيمي إلى مجلس الأمن الدولي ومشاوراته مع الأطراف بعد ذلك، جميعها أشارت إلى ضرورة انخراط إيران في عملية البحث عن التسوية السلمية للأزمة السورية رغم مواقف الكثيرين من إيران ولكن طالما مفتاح الحل بطهران فلماذا لا يجرب العالم ذلك؟
زيارة الإبراهيمي إلى طهران تأتي تمهيدا للجولة الثالثة من جنيف 2، وإذا كانت العقبات في الجولتين الأولى والثانية حالت دون التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة والمعارضة السورية فإن تلك العقبات ظلت كؤودا بل أضيفت إليها عقبات أخرى تهدد انطلاق الجولة الثالثة مثل الأزمة الراهنة بين الإبراهيمي والنظام السوري بسبب تصريحاته حول الانتخابات السورية التي أشار فيها إلى أن المعارضة قد لا تستمر في العملية السلمية بجنيف في حال أجرى النظام انتخابات في سوريا فكان رد النظام على الإبراهيمي بأنه “تجاوز مهمته” بالحديث عن الانتخابات الرئاسية السورية.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون الرسمي إن “كلام الإبراهيمي حول الانتخابات لا يندرج ضمن مهامه وهو غير مخول بهذا الكلام”، معتبرا أنه “يجب على الإبراهيمي أن يحترم دوره كوسيط ويكون نزيها وحياديا، كلامه يتجاوز مهمته”
هجوم دمشق على الإبراهيمي بالتشكيك في حياديته كوسيط سلام دولي يضيف عقبات أخرى للجولة الثالثة من جنيف 2 التي لم يتحدد بعد مصيرها في وقت يتمسك فيه الأمين العام للأمم المتحدة بجنيف إطارا للحل السياسي في سوريا.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي