(1)
الخرطوم حتى منتصف الثمانينات كانت تعتبر من اميز المدن في البنيات التحتية وبالتحديد انظمة الصرف الصحي وتصريف الامطار.. ولكن فيضانات 1988م حسب حديث مهندسين كان لها اثر في انهيار نظام التصريف في العاصمة، كما يدور حديث عن فقدان خارطة الصرف الصحي مما ادى الى صعوبة تحديد مواضع الخلل.
وتردد غرفة طواريء الخريف سنوياً عن انتهاء مشكلة التصريف بعد تحديث الانظمة وادخال آبار (السابتنتنك) في تصريف المياه الى جانب بناء شبكة تصريف على مستوى محليات الولاية.
ولكن دائماً يخيب حديثهم وتسقط العاصمة في مستنقع مياه الامطار من اول قطرة. وهذا ما حدث بالفعل بعد هطول الامطار يوم امس الاول، حيث فاضت شوارع الخرطوم بمياه الامطار.
(2)
حتَّام !؟؟ سؤال يرتسم على وجوه المواطنين وهم يخوضون مياه الامطار التي اغرقت شوارع الخرطوم مساء أمس الاول.
وبالرغم من قلة الامطار التي هطلت إلا انها اعادت مسلسل معاناة المشاة والسيارات المألوفة سنوياً.
مشهد أول
بدأ المشهد بسقوط امطار خفيفة استمرت نحو (الساعة) لينتقل مسار السيناريو الى الشوارع التي فاضت بالمياه في مشهد ينم عن مدى الاهمال وعدم الاكتراث الذي تمارسه سلطات الولاية منذ عدة سنوات.. ولم تتحرك لاصلاح الامر بالرغم من الاصوات المنادية بمعالجة مشكلة تصريف مياه الامطار في العاصمة الحضارية.
مشهد ثان
صبيحة اليوم التالي من هطول الامطار.. الكل يحمل احذيته في يده و(يكفكف) بنطاله ومنهم من يمسك باسفل جلبابه خوفاً من ان يتسخ ويخوضون الشارع عرضاً بحثاً عن موضع يابس.. وفي الخرطوم غرب جوار استاد الخرطوم.. يعبر المواطنون ممراً ضيقاً مستندين إلى حائط آيل للسقوط لكثرة المياه التي تحيط به.
مشهد ثالث
لاشك ان مياه الصرف الصحي قد اختطلت بمياه الامطار خاصة ان (موقف الاستاد) لا يمر عليه يوم إلا وامتلأت جنباته بمياه الصرف الصحي القذرة والنتنة، وتكمن الخطورة هنا- في الخضروات التي يفرشها الباعة في الموقف- التي يمكن ان تتعرض للتلوث.
اخيراً
الى متى ستظل العاصمة عرضة للغرق في مواسم الخريف.. وماذا عن مستقبل الصرف الصحي في الخرطوم.. وماذا اعد الوالي الجديد د.عبدالرحمن الخضر بعد فشل المتعافي في علاج هذه المشكلة!!؟
نبيل صالح :الراي العام