ويحكى أن مجموعة من الجيران والإخوان ذهبت إلى رجل كان يحب زوجته جدا ويغفر لها كل خياناتها المشهورة، قالوا له إنهم رأوا زوجته مع رجل في تلك الغابة فصاح فيهم: كلها شجرتين تلاتة متين بقت غابة!؟
وأمس قرأت عن الحكم بغرامة عائد من إسرائيل لأنه عاد بجواز سفر مزور فلاحت لي النكتة واضحة هل إن عاد بجوازه الأصلي فلن يحاكم؟. أفلا يمكن أن يكون قد صار جاسوسا.. أفلا يمكن أن تكون كل الضربات الإسرائيلية للسودان من قوافل الشرق وعرباته وإلى اليرموك تمت بواسطة مثل هؤلاء العائدين؟..
كان الخبر صادما وجافا وتزامن مع الأحداث الجسام التي تمر بها البلاد الآن والتي توحي بتكتيك استخباري محكم من لدن اغتيال طالب جامعة الخرطوم وحتى تصفية طالب نيالا مرورا بمليط والفاشر وموسى هلال وكبر وإعدام عرمان وعقار وأفريقيا الوسطى ونفط الجنوب و.. و.. و.. و.. من غابة الأحداث (غابة حقيقية).
لابد وأن الأجهزة الأمنية قد حققت مع العائدين لكن إخراج الخبر بصفته السابقة يبقى إغراء للطامح في السفر والتسلل إلى إسرائيل لما يقرأ أن الأمر لن يتجاوز الغرامة لما يعود..
إن الغافل وحده من يظن أن أيادي إسرائيل بعيدة عن الأمر في السودان.. فمن كان نائما في ليل اليرموك ومن كان أصم عن أخبار بورتسودان لابد وأنه يرى السفينة المحشوة بالأسلحة والتي اتهمت إسرائيل فيها السودان بأنه معبر لها إلى لبنان أو قطاع غزة وهو اتهام من جملة اتهامات تتلوها محكمة المصالح واسترجاع القوة..
في كل الدنيا الآن لما أعلنت مجموعة من الدول أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم إرهابي، لم يشفع للحركة الإسلامية في السودان خروجها من عباءة التنظيم الدولي للإخوان أو انقسامها المتصل على نفسها للحكم عليها بالبراءة من كذا اتهام..
إن دول الجوار الشرقي تبقى وحدها هي الهادئة ونعني أن مصر في الشمال وليبيا في الغرب وأفريقيا الوسطي ثم الجنوب.. تمور الأحداث مورا في تلك البلاد وإن كان الاتفاق السوداني التشادي صامدا وهو صمود مقدر وإن كان الخوف من انهياره يبقى خوفا مبررا ما كان النسب والمصاهرة هو ما يحكم القبائل المتداخلة ويحكم قصر إنجمينا بموسى هلال..
الأجواء ملبدة بالغيوم وهناك فرق ما بين ومضة الأمل وومضة الرصاصة..
متمنين أن نمسك في أصل القضية بدون أن نعد الأشجار، هل تمثل غابة أم لا؟..
[/JUSTIFY]هتش – صحيفة اليوم التالي