شركة عبد ربه للسلامة الجوية

[JUSTIFY]
شركة عبد ربه للسلامة الجوية

:: ضحى البارحة، بعد سجال بلغ حد التشابك بالأيدي، وبعد تعطيل حركة الطيران ثم حبس الركاب في الطائرات والصالات ساعة ونصفها، توصلت إدارة مطار الخرطوم وشركة الهدف إلى إتفاقية تقضي بتقاسم حراسة وتأمين أبواب ومداخل المطار والصالات بنهج ( خلاص باركوها يا جماعة)..مثل هذا الحدث لايحدث إلا في السودان، حيث الفوضى تمشي على قدمين في دهاليز المسماة – مجازاً – بمؤسسات الدولة..فالمؤسسة تعني إلتزام العقول الإدارية بالمؤسسية وقوانينها ولوائحها، ولاتعني بأي حال من الأحوال لجوء تلك العقول إلى ( حلول الجودية) و نظرية ( مشطوها بي قملها)..!!

:: تفاجأ أفراد أمن مطار الخرطوم بأفراد من شركة الهدف يحتلون بعض مواقعهم، فغضبوا على هذا الإحتلال وإنسحبوا من كل مواقع التأمين و أحدث إنسحابهم تجميداً لحركة الطيران لمدة (ساعة ونصف)..هذا الزمن – حسب العقل الإداري لسلطة الطيران المدني بالسودان – لا قيمة له، ولذلك تم وصفه في بيانهم ب ( وقت محدود)، و( دون تأثير يّذكر)..لو كان السادة بالطيران المدني السوداني يعلمون قيمة الثانية والدقيقة لحركة الطيران لما وصفوا تعطيل العمل ساعة ونصف بأكبر وأهم مطارات البلد ب ( الوقت المحدود)، ولكنهم لايعلمون..تأخرت كل السفريات الداخلية عن موعدها ( ساعة ونصف)، وكذلك خمس رحلات عالمية، ومع ذلك يُكابر بيان الطيران المدني و (ينفي التأثير)..ومصر للطيران – بأفراد تأمين طائرتها الخاصة – فتشت الركاب على ( سلم الطائرة)، ومع ذلك يُكابر بيان الطيران المدني ويصف الحدث ب ( محدود، ودون تأثير يُذكر)..!!

:: المهم..بغض النظر عن الجودية التي تمت بها ( قسمة المداخل) بين سلطة الطيران و شركة الهدف، ما حدث بمطار الخرطوم كان يجب ألا يمر بلا محاسبة، ولكن بالتأكيد ( ح يمر)، إذ سلطة الطيران المدني من المرافق المرفوعة عنها (سلطة المساءلة والمحاسبة)، ولذلك ليس في الأمر عجب أن يستسهل بيانها تعطيل حركة الطيران ( ساعة ونصف)..ثم بغض النظر عن ( إتفاقية قسمة الأبواب)، كيف – ولماذا – تدخل تؤمن سلطة الطيران مداخل المطارات والصالات بأفراد شركة الهدف؟..تأمين المطار و صالاته ليس بخدمة بحيث تؤديها شركة الهدف أوغيرها من الشركات، بل هذا التأمين يُصنف في مطارات الدنيا والعالمين في قائمة (المهام السيادية)..والملحق ( 17)، بسياسات منظمة الطيران العالمية، لم يُحمل شركة الهدف مسؤولية تأمين (الراكب والمطار)، بل حملها لسلطة سيادية اسمها (سلطة الطيران المدني)، وإدارتها التأمينية المسماة ب ( إدارة أمن المطار).. !!

:: نعم..من الباب الخارجي – المقابل مقر الحزب الحاكم – وحتى سلم الطائرة، أمن المطار هو الجهة السيادية المسؤولة عن تأمين ( الراكب والمطار والطائرة)، وذلك بتأمين كل أبواب ومداخل المطار والصالات، فكيف تسربت شركة الهدف إلى هذه الوظائف الأساسية ذات ( المهام الخطيرة)..؟..نفهم – ونتفهم – أن تدير شركة الهدف أو غيرها كافتريا المطار – موقف التكاسي، مكتبة المطار،- وغيرها من ( المهام الخدمية)، ولكن كيف يستوعب العقل تكليف شركة بإدارة مداخل المطارات والصالات؟..علماً بأن الضابط – أوالفرد – بأمن المطار لا يأتي إلى هذه (الوظيفة الحساسة) من الشارع مباشرة، بل يأتها بعد التخصص – والتأهيل – عبر المعهد القومي للطيران المدني ( الأكاديمية حالياً)..وإن كان باستطاعة أي أفراد – من الهدف أو غيرها – آداء هذه (المهام الحساسة)، فلماذا تهدر الحكومة أموال الناس في هذه الأكاديمية؟..على كل، السلطات السيادية التي يجب أن تحتكرها أجهزة الدولة ( شئ)، والخدمات التي يجب أن تفتح فرص العمل للشركات ( شئ آخر)، و تأمين مداخل المطارات والصالات بواسطة الشركات إنتهاك صريح للسلطات السيادية..وما لم ترفض الحكومة هذا الإنتهاك، ليس هناك ما يمنع شركة عبد ربه للشاحنات عن إدارة ( السلامة الجوية)..!!
[/JUSTIFY]

الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version