الخرطوم (رويترز) – قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن حركة العدل والمساواة وهي حركة تمرد كبرى في دارفور اطلقت سراح 60 من الجنود الحكوميين والشرطة يوم السبت في خطوة من شأنها ان تساعد في ازالة العقبات في طريق محادثات السلام المتعثرة.
واضافت المنظمة الانسانية ان حركة العدل والمساواة المتمردة نقلت الاسرى الى مسؤولي الصليب الاحمر الذين سلموهم الى مسؤولي الحكومة السودانية في دارفور بعد ظهر السبت.
وقال المتحدث باسم الصليب الاحمر صالح دبكة لرويترز ان حركة العدل والمساواة اطلقت سراح 55 جنديا من القوات المسلحة السودانية وخمسة من الشرطة.
وتعثرت المحادثات التي بدأت بين الحركة والحكومة السودانية في الدوحة في فبراير شباط بسبب توقيت الاجراءات المتعلقة ببناء الثقة ومنها الافراج عن السجناء من الجانبين ووقف اطلاق النار.
وقالت حركة العدل والمساواة انها تريد من الخرطوم اطلاق سراح المقاتلين المتمردين المحتجزين قبل الاتفاق على اي وقف لاطلاق النار بينما تقول الخرطوم انها بحاجة الى انهاء الاعمال العدائية قبل التوصل الى اي خطوات اخرى.
وقالت الجماعة المتمردة لرويترز ان عملية الافراج جرت بالقرب من مستوطنة كتم في ولاية شمال دارفور واضافت انها مستعدة لاطلاق سراح المزيد من المحتجزين اذا ما ردت حكومة السوادن بالمثل واطلقت سراح مقاتلي الحركة المسجونين لديها.
وقال أحمد توجود المسؤول الكبير بحركة العدل والمساواة انهم ينفذون اتفاقات حسن النوايا التي وقعوها في الدوحة وانه لا يزال لديهم العديد من المحتجزين الحكوميين وان الحركة مستعدة للافراج عنهم اذا ما اتخذ الطرف الاخر خطوات مماثلة.
ولم يتسن على الفور الاتصال بأي مسؤول في الحكومة السودانية للتعليق على عملية الافراج.
وهناك اكثر من 100 سوداني محتجزين في سجون الخرطوم انتظارا لتنفيذ حكم الاعدام بعد ادانتهم بالضلوع في هجوم لحركة العدل والمساواة على العاصمة العام الماضي.
وذكر الصليب الاحمر ان الافراج عن المحتجزين الحكوميين يوم السبت يعتقد انه اكبر عملية تسليم للسجناء منذ بداية الصراع في اقليم دارفور بالسودان في عام 2003.
وأصدرت الحركة والحكومة بيانات اعربتا فيها عن استعدادهما للافراج عن المحتجزين لديهما منذ فبراير شباط لكن لم تؤكد اي منظمة مستقلة اطلاق سراح احد حتى الان.
وحركة العدل والمساواة من بين الحركات التي تضم متمردين حملوا السلاح ضد حكومة الخرطوم واتهموها باهمال التنمية في الاقليم.
واشتعلت التوترات السياسية في دارفور يوم الخميس بعد ان أنحى الجيش السوداني بالمسؤولية على دولة تشاد المجاورة في شن هجوم جوي قرب مستوطنة ام دخن بغرب السودان وهو الهجوم الجوي الرابع لتشاد والذي اعلنه السودان داخل اراضيه خلال شهرين.
وتعقدت العلاقات بين البلدين المنتجين للنفط بسبب الصراع في دارفور. ويتهم السودان تشاد بدعم حركة العدل والمساواة التي يرتبط قادتها بروابط عرقية مع اعضاء في النخبة السياسية في تشاد بينما تقول تشاد ان السودان دعم غارات المتمردين على نجامينا.
وقال رودولف ادادة ممثل القوة المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور يوم السبت ان قوات حفظ السلام تحقق في الهجوم الذي اعلن عنه وحث السودان وتشاد على تسوية خلافاتهما من خلال الحوار.
وأضاف “التوترات الجارية ستظل واحدة من العقبات الكبرى امام السلام والامن في دارفور.”