طبيعي أن نسمع ونقرأ، أن أوراق الليمون مثلاً – فعالة في تحفيز البشرة، إذ يحتوي هذا الحمض المنعش على حزمة فيتامينات تحفز إنتاج خلايا البشرة وتقاوم الشيخوخة والتجاعيد، كما تكسب الجلد ليونة ونضارة، كما أكد خبراء العطور الطبيعية أن رائحة الليمون تعمل على رفع الروح المعنوية وشرح الصدر بعد يوم عمل طويل، إذ يقال إن الملكة كليوباترا كانت تستعمله في حمامها بإضافة الياسمين إليه، عندما لا تستعمل الحليب.
وأن البقدونس مفيد كمنظف للوجه لأنه ناجع في علاج البثور، والقرنفل مطهر للبشرة، والقرفة ليس لها مثيل في عمليات تدليك الجسم، وهكذا دواليك، تسمع عن الفوائد التجميلية للنعناع والحرجل والكرنب والبابونج والكافور والزعتر. ولا تعليق ولا اعتراض، وعلى (كيفهن) حتى إن وضعن (طماطم وبصلاً وثوماً وحبيبات عدس) على وجوههن، فهذا أفضل من الكريمات التافهة المسببة للسرطانات والمفضية إلى الموت.
لا علينا، وليس موضوعنا في الأساس، وإنما هذه السيرة المديدة للأعشاب، جاءت هنا تطفلاً فقط، لكنه تطفل حميد، أما سيرة الخبث العشبية، فقد جاء بها خبر تصدر أولى الزميلة (الوطن) أمس، إذ قالت إن شرطة الجمارك أحبطت محاولة لتهريب (60 كرتونة) من الخمور المستوردة المختلفة كانت على متن عربة مغطاة بالأعشاب الجافة من أجل التضليل دونما تفاصيل فربما تكون حزمة متنوعة من الخمور والكحول على حد سواء، مثل (سكريمينج ايجل كاب، لو مونتراشيه، رومانسي كونتي، ماساندرا شيري، كونياك، ويسكي، فودكا، نبيذ أحمر) وأنواع كهذه، قد يبلغ سعر القارورة الواحدة منها (700) دولار، مثل الـ (شاتو ماوتون روتشيلد).
فكيف لهؤلاء المهربين (الهبل) أن يضعوا عليها أعشاباً جافة بغرض تضليل الجمارك، وهذا ما آثار حنقي وغضبي في الخبر، هذه الكراتين (الخمرية الكحيلة) تحتوي على قوارير تبلغ قيمتها (750 ألف جنيه)، فكيف لهؤلاء أن يخبونها بهذا الغطاء المتعسف (أعشاب جافة)، كان عليهم أن يعاملوها وكأنها الملكة (كليوباترا) يضعون عليها أوراق الليمون ويرشونها بالحليب والياسمين ويدلكون (القوارير) بالقرفة والقرنفل، ويغسلون كراتينها بالكافور والزعتر. لكنه سوء التعامل وقلة الأدب الأدب التي تسم سلوك المهربين السودانيين، توقعهم دائماً في أيدي الشرطة، وتصيبهم بلعنات الناس، غباء المهربين وصل بهم حد تحوير الغرض الرئيس من الأعشاب من غرض تجميلي إلى غرض تضليلي، لعنة الله عليهم إلى يوم يبعثون.
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي