ريثما يتمكن العالم من معرفة مصير الطائرة الماليزية التي انقضت أكثر من أربع وعشرين ساعة على اختفائها في ظروف أقل ما توصف بأنها غامضة ومحيرة ومفتوحة للاحتمالات كافة، دعونا نتسلى بقصة طائرة أخرى تكشف عن وصولنا في المنطقة العربية إلى مستوى قياسي في ممارسة المحسبوية واستغلال النفوذ الوظيفي على نحو لم يتجرأ أعتى الطغاة في العصور السحيقة على ممارسته، والقصة المتعلقة بطائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط كانت في طريقها الأسبوع المنصرم إلى بغداد قادمة من بيروت، وقد عادا أدراجها عندما لم يسمح لها بالهبوط، هذه القصة التي تكشف تفاصيلها عن صورة من صور المحسبوية ليست هي ماركة مسجلة للعراق أو حرصيا على وزراء حكومة المالكي القائمة على أساس طائفي والمستبدة والفاسدة بحسب العراقيين، ولكن هذا النموذج يمكن تطبيقه على الكثير من الدول العربية والسودان ليس استثناء في ذلك، فقد تدوالت مواقع التواصل الاجتماعي قبل فترة من الزمان وثيقة عبارة عن خطاب إلى إدارة مطار الخرطوم بفتح صالة كبار الزوار لشخص مكتوب في تلك الوثيقة في خانة الوظيفة التي تستحق أن ينزل شاغلها منزل كبار الزوار كان مكتوب عليها (أخ الوزير)، وهي لعمري مسمى وظيفي جديد لم تألفه النظم الحكومية من قبل، قصة الطائرة التي لم يسمح لها بالهبوط في العراق لم يكن ذلك بسبب سوء الأحوال الجوية وليس لأنها تحمل على متنها عناصر من داعش والأرهابيين الذين سير المالكي جيشا جرارا إلى محافظة الأنبار بحجة تواجدهم هناك بينما الواقع أن الأنبار وغيرها من المحافظات خرجت لتعارض المالكي سياسيا، وترفع مطالب خدمية وترفض الضيم الذي يحيق بها كونها محافظات سنية في مقابل حكومة شيعية طائفية، لم يكن هناك سبب من تلك الأسباب لمنع الطائرة من الهبوط بمطار بغداد الدولي، كما أن السبب ليس غامضا كسبب اختفاء الطائرة الماليزية التي كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 راكبا بما فيهم طاقمها وبعد ساعة اختفت عن أجهزة الرصد ولم يعثر على حطامها حتى نهار أمس الأحد.
قصة الطائرة التي كانت متجهة من بيروت إلى بغداد تقول بحسب بيان شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية أن إحدى طائراتها التي كانت في طريقها من بيروت إلى بغداد الخميس 6 مارس عادت أدراجها دون الهبوط في مطار بغداد الدولي، بعد أن تخلّف نجل وزير النقل العراقي عن اللحاق بالرحلة واتصل ببغداد لمنعها من الهبوط.
طبعا حكومة المالكي وبعد الفضحية أرسلت قوة من الشرطة لاعتقال مساعد مدير مطار بغداد “لأن تصرفه كان خاطئاً ومضراً بهيبة الدولة العراقية” ولم تستوجب الوزير ونجله.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي