** و لوكانت جيوب الوطن هذه ذات روح أو أحاسيس ومشاعر لإختنقت من الملء ولقالت للملأ : كفى رحمة بجيوب المواطن ، لقد إمتليت وفاض الكيل ..بيد أنها – للأسف – ليست كذلك ، بل هى كما الرمال لاتشبع ولاترتوى ومع كل جهد وسعي لديوان الضرائب فى ملئها على حساب إفراغ جيوب المواطن ، صاحت فيها تلك الرمال : هل من مزيد ..؟..وتلك الصيحة هى المسماة رسميا بالـ (ربط المقدر )..!!
** ويا لهذا الربط المقدر ..وكأن قدر الناس فى بلدي مع هذا الربط المقدر هو ألا يرونه يتقزم عاما أو ينقص قليلا ..نحتفل بالنفط ثم يحتفل الديوان بمضاعفة ربطه المقدر ، نحتفل بالسلام ثم يحتفل الديوان بتجاوز ربطه المقدر ..قبل كذا سنة كنا نظن – والأصح كنا نتوهم – بأن النفط سيخرج خصما من هذا الربط المقدر ، فخرج النفط ولم يخصم من الربط المقدم دينارا .. وقبل كذا سنة كنا نتوهم بأن سلام الجنوب سيخصم من هذا الربط ما يعادل إستراحة مواطن ، وجاء السلام ولم يسترح المواطن ، بل زاد عليه الربط من الرهق مايساوى ..( مكافأة محارب ) .. !!
** المهم ، نرجع لجيوب الوطن التي يجب أن تمتلئ ، أو كما نصح الوزير .. علما بأن النصح جاء فى إطار حديثه عن سعر البترول المنحدر هذه الأيام ، وكأنه ينصح الديوان بسد عجز ذاك السعر ، وقال نصا : كان الامل في تصاعد اسعار البترول، لكن الأمل الآن في اكمال ديوان الضرائب لأي نقص ، والدولة إتجهت لديونكم لـ ( سد الفرقة ) .. هكذا تحدث .. وعليه ، ما لم تسقط من الذاكرة ، قبل البترول جيوب المواطن كانت تحل محل البترول .. وبعد البترول جيوب المواطن يجب أن تحل محل ( النقص و تسد الفرقة ) ..مع العلم بأن النقص والفرقة حاليا في الربط المقدر للضرائب أكبر من محل البترول سابقا ..قد يأتي أحدهم بقول معناه : الخدمات الأساسية شهدت طفرة بسبب ملئكم جيوب الوطن … الخدمات الأساسية ..؟؟.. نعم .. أين هي يامولاي ..؟..موجودة بوفرة وطفرة لا ينكرها إلا مكابر .. يازول إنت جادي ..؟.. نعم .. حسنا ، فلنصمت .. فالحال يغني عن الجدال ..!!
** ولا زلنا في محطة جيوب الوطن ، ياصديقي القارئ .. يجب أن تملأ هذه الجيوب عاجلا غير آجل .. فالأزمة الإقتصادية العالمية التي خفضت سعر البترول عالميا ، ما هي إلا مؤامرة تستهدف المنتجين ، أو هكذا فسرها وزير المالية للعاملين بالضرائب ، ربما ليبث فيهم روح الجهاد في سبيل جيوب الوطن .. تكبير .. ولأننا نرفض كل أنواع الإستهداف والمؤامرات يجب أن نملأ جيوب الوطن بأموالنا ، النقدية والعينية ،حتى نهزم هذه المؤامرة ، أوتلك نصحيتى .. تهليل ..ولكن : ماذا إنهيار الشركات العالمية الكبرى فى تلك الدول العظمى ، هل أزمة أم مؤامرة أيضا ..؟… لا ، تلك أزمة إقتصادية ولكن أزمتنا مؤامرة أجنبية .. كيف الكلام ده ..؟.. انت مالك ، تعليمات : مؤامرة وخلاص .. حسنا … وعليه ، صديقي القارئ : .. سعيك مشكور وأنت تملأ جيوب الوطن.. وأسأل الله زمنا يملأ فيه وطنك …( جيوبك ) ..!!
إليكم – الصحافة الاحد 22/03/2009 .العدد 5651