*حاولت أن التمس عزاءً عن (فعلتي التي فعلتها!!) فلم أجدها إلا عند أنيس منصور ..
*و(الفعلة) التي أعنيها هنا هي تركي صحيفة “الصحافة” ولما يمض على التحاقي بها سوى شهر وبضعة أيام ..
*فدماثة الخلق التي آنستها في رئيس تحريرها (الكرنكي) – فضلاً عن رهانٍ من تلقائه على شخصي – جعلاني أتردد كثيراً في عرض صحيفة “الصيحة” الوليدة إلى حد وقوعي فريسةً لأرق تطاول لليالٍ ثلاث ..
*أما الذي كان قد فعله الصحفي المصري الكبير أنيس منصور هذا ومثل لي شيئاً من العزاء فهو إشارته إلى أنه وقع عقداً مع صحيفة نهار يوم ، وقبل بعرض أخرى مساء اليوم ذاته ، ثم وجد نفسه في ثالثة ضحى اليوم التالي ..
*ومع استصحاب الفارق الكبير – بالطبع – بين أنيس وكاتب هذه السطور إلا أن المغزى يكمن في وجود (سابقة) لسرعة تحول كاتب من صحيفة لأخرى شريطة تأبطه (مبادئه!!) حيثما حل ..
*وعلى ذكر (المبادئ) هذه فإن مما أحمد الكرنكي عليه أيضاً وعده لي بأن “الصحافة” تريدني ( كما أنا!!) دونما تدخل من جانبه – أو آخرين- في الذي أكتب ..
*وطوال فترتي (القصيرة) التي قضيتها بـ”الصحافة” لم يكن رئيس تحريرها يقرأ كلمتي إلا صباح التالي كما القراء تماماً ..
*والوعد ذاته تلقيته من رئيس تحرير صحيفتنا هذه وهو ينقل لي رغبته ورغبة رئيس مجلس إدارتها – في أن أكون كاتباً بأخيرة “الصيحة” ..
*وأظن – وأتمنى أن يكون ظني في محله – أن ياسر محجوب لا يقل عن الكرنكي لطفاً وظرفاً و(نقاء سريرة) بما أن لاصحب هذه الزاوية تجارب مريرة مع (آخرين) يعوزهم بعض ما هو (عاصم ) من (القواصم) ..
*وأنيس منصور هذا نفسه هو الذي حين اكتشف أن (تواضعه) إزاء الذين (ينتفخون باللاشئ!!) محض ضربٍ من (البَلَه) قال قولته الشهيرة : (أنا في حل من أن أكون متواضعاً بعد الآن) ..
*أما الطيب مصطفى فقد (تكفل) كثيرون – من (أولاد الحلال) – بمهمة تذكيري بالذي كان بيننا من (مخاشنات) في سياق استنكارهم التحاقي بـصحيفته هذه “الصيحة” ..
*وكأنما المخاشنات هذه كانت من منطلق أسباب شخصية وليست اختلافاً مشروعاً في وجهات النظر تجاه قضايا بعينها أشهرها قضية (الجنوب) ..
*ولعل من مفارقات دنيا صحافتنا السودانية أن “الصيحة” التي يعيب علينا البعض انضمامنا إليها بحكم خلفية ناشرها السياسية هي أكثر (استقلالية!!) من “صوت الأمة” التي (خُنق صوتنا) فيها جراء هرولة بعض قادة حزب الأمة صوب الذي (يهرول منه!!) الطيب مصطفى الآن إلى حد اختياره وجه الأسد الذي (يزأر) شعاراً لصحيفته ..
*ولسنا ضد مبدأ أن يتقارب الفرقاء – حاكمين ومعارضين بالطبع ولكن شريطة أن يتخلى المؤتمر الوطني عن نزعة (الاسترداف!!) التي تعني أن يكون الأغيار مُساقين ، كما القطيع، وراء سياساتٍ أثثبت (الواقع) خطلها طوال (25) عاماً من (الإنفراد) بالحكم ..
*ورغم الذي يبدو كأنه توافق في (الرؤى) بيننا والطيب مصطفى الآن حيال راهننا السياسي إلا أن ثمة اختلافاتٍ في (التفاصيل) لا تفسد لـ”الصيحة” قضية ..
* ومن ثم فإن ردي على الذين استهجنوا انتسابي إلى(صيحة) الطيب مصطفى وزمرته من الصائحين هو إنني أريد أن (أصيح!!) معهم كذلك ..
*ثم كل منا (يصيح) لـ(ليلاه) في (وادي الصمت!!) ..
*أو يبكي عليها !!!!!
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصحافة