حتى لا تتحول إلى تأبيدة مع الأشغال الشاقة

[JUSTIFY]
حتى لا تتحول إلى تأبيدة مع الأشغال الشاقة

*بعثت الزوجة المغتربة بإحدى الدول الأوروبية التي نشرنا مشكلتها مع زوجها السبت الماضي برسالة إليكترونية عبرت فيها عن شكرها وتقديرها تخصيص كلام الناس السبت الماضي للحديث عن مشكلتها،وقالت : إن شاء الله يكون زوجها قرأ هذا الكلام واستوعب الرسالة.
*قالت ل.أ – وهذه حروف اسمها كما جاءت في نهاية رسالتها – أنها تأمل أن تكون “الأخرى”قد قرأت كلام الناس واستوعبت الرسالة حتى تراعي حقوق زوجها ومستقبل اولادها وسمعة بناتها اللاتي دخلن في سن حرجة.
*تقول ل. أ أنها تعرف ان زوجها ليس وحده ولا الأخرى أيضاً وحدها، لذلك حرصت على إثارة الموضوع في كلام الناس المقروء في أكثر من موقع داخل البلاد وخارجها.
*هذا ما يهمنا عند تناول القضايا الاجتماعية والاسرية والعاطفية،وفي هذا الصدد نؤكد ان مسؤولية انتشار هذه الحالات التي زادت في الاونة الاخيرة مع انتشار وسائط الاتصال الالكترونية السمعية والبصرية، مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الطرفين.
*تذكرت بهذه المناسبة حكاية أحد المسؤولين في العهد المايوي إبان ظهور جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل دواوين الحكومة،أتهم بأنه تحرش جنسيا بسكرتيرته التي لم تكن جميلة،وهو متزوج من إمرأة جميلة فقال لصاحبه الذي يعرف أسرته عن قرب : (ربنا يسألك في زول عنده مرة سمحة زي مرتي يعاين لواحدة تانية؟!!) إلا أن صاحبه – الذي حكى لي هذه الحكاية – قال له بصراحته المعهودة 🙁 ايوة لأنه في ناس بحبو الرمرمة).
*ونحن نشارك المرأة في بلادنا وفي العالم أجمع إحتفالها بيوم المرأة العالمي اليوم نؤكد مساندتنا التامة لكامل حقوقها المشروعة والشرعية، لكن لابد أن نذكرها بضرورة الاهتمام بزوجها وعدم التحجج بالأولاد أو بالتعب والإرهاق خاصة اللاتي يعملن طوال اليوم خارج المنزل وداخله، فكل هذا لابرر إهمال أنفسهن وحق ازواجهن عليهن.
*على الرجال -والرسالة موجهة بصفة خاصة للرجال السودانيين – واجب الخروج من حالة البرود العاطفي المصطنع تجاه زوجاتهم،والإفصاح عن التعبيرات الجميلة والكلام السمح والحنان الذي بدأ يتراجع عن الحياة الاسرية ليحل محله الجفاء العاطقي الذي يهدد البناء الأسري في مقتل.
*معروف للأسف ان الرومانسية بين الزوجين لاتعمر طويلا – خاصة في بلادنا هذه – ،وإزدادت عوامل الجفوة ابعد تزايد الاعباء المعيشية وخروج الزوج والزوجة للعمل للوفاء ما امكن بالحاجات الضرورية للخياة الأسرية،لكن ذلك لا يعفي الزوجين من ضرورة إعادة ترتيب وإعمار العلاقات الأسرية ومحاولة ردم الهوة العاطفية التي اذا تركت بلا معالجة سريعة فانها ستبعد بينهما اكثر وتحول حياتهما- وإن كانا يعيشان في قصر – الى سجن مؤيد مع الاشغال الشاقة.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]

Exit mobile version