* اننا نحتاج الى هذه التخريمة المشروعة للاسترخاء ولو الى حين من عناء الرهق اليومي الذي لا مفر منه حتى وان اعتمدنا اسلوب شاعرنا الراحل المقيم صلاح احمد ابراهيم وهو يدعو طائره الذى يحمل رسالة لمحبوبته (ان تعب منك جناح فى السرعة زيد).
* حرضني على هذه التخريمة (حديث المدينة) الذى اتحفنا به الباشمهندس عثمان ميرغني (الاربعاء الماضي 11 مارس) بعنوان (تخريف التخاريف) الذى حشد فيه مجموعة من المواقف الطريفة الحية المجنونة العاقلة التى اكدت صحة ما ذهب اليه احد المجانين الاذكياء في حكمته الداوية “نحن الأقلية العاقلة فى عالم من المجانين”.
* والطرائف الشعبية المجنونة العاقلة تحكي عن رجل كان يقود عربته فى امان الله قبل ان (ينفس) اطار من اطاراتها بالقرب من المصحة العقلية، وعندما شرع فى فك صواميل الاطار المنفس فقد الصواميل، وبينما هو يبحث عنها فى حيرة توقف عنده احد نزلاء المصحة وعندما وجده حائرا قال له: “بسيطة شيل من كل اطار من الاطارات السليمة صامولة وحل مشكلتك” ولا داعي لذكر ما قاله المجنون للعاقل فاللبيب بالاشارة يفهم.
* ولن نقول ما قاله السجناء فى مسرحية من المسرحيات المعروفة ان سور السجن انما عمل لحمايتهم من اللصوص بالخارج ولكننا نقول ما قاله المجانين العقلاء الذين برروا جنونهم العاقل بان الذي القى قنبلة هيروشيما والذى تسبب فى كل هذا الاذي للعمران والبشر من دمار وقتل وتشويه واعاقة، اذا لم يفقد عقله فانه يكون مجنوناً بالفعل، ولكنه عندما فقد عقله اثبت انه اصبح عاقلا.
* عفوا سادتي القراء.. لهذه التخريمة المجنونة التى تؤكد حقيقة علمية ارجو الا تزعجكم مفادها ان فى داخل كل انسان مجنون انسان عاقل وفى داخل كل انسان عاقل انسان مجنون حمانا الله واياكم من الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1102- 2009-3-18