إرتباك التمرد

تعاني المليشيا المتمردة من حالة إرتباك كبيرة تظهر جلياً في النقد الشديد الموجه للقيادة .
لم تفلح محاولاتهم المتتالية في الحد منه و التي جاء منها ما بثه المستشار عمران سليمان والذي جاء فيه (البتعملوا فيه دا خطر و مهدد لقضيتنا هذا مؤشر خطير إننا وصلنا لمرحلة نتكلم في الميديا) .

تعدد الاستنكار من عدد من رموزهم و بأقوال فطيرة غير مجدية مثل قولهم (الذين يطعنون في القيادة نقول لهم القيادة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء) ..

نقد القيادة له عدة أسباب عندهم منها العجز و الفشل العسكري فبعد الهزائم و الخروج من الخرطوم و الوسط فشلوا في دخول الفاشر بعد اكثر من 209 هجوما كان آخرها تدمير الهجوم الذي قاده عبد الرحيم دقلو و الذي دمر تماما و هرب دقلو لنيالا .
أمس إحتفلوا في ولاية غرب دارفور بعودة إدريس حسن أحد قادتهم الكبار من شرق النيل و الهارب من كافوري .

إن اعتمادهم علي الكذب هو مظهر من مظاهر الإنهيار فقد سقطت كل أكاذيبهم حول الفاشر و الدبة و كردفان و الهجوم علي المهندسين و تدمير متحرك الصياد و الإدعاء بالإستيلاء علي مناطق دون دليل و لا مقاطع .

إنطلقت إحتجاجات ضد القيادة لأنها في اعتقادهم تفرق بين القوات علي أسس قبلية و لا يصل فزع للمحاصرين من المسيرية و غيرهم و لا يعالج جرحاهم في الخارج كما يجري لأبناء الرزيقات و الماهرية .

إرتباك المليشيا يزيد منه اعتمادهم علي إعلام ضعيف لأنه يدار من غرف خارجية لا تعرف المنطقة و لا ثقافة الناس . كما أنهم يعولون علي إعلاميين صغار السن و بلا خبرة منهم عمر جبريل و ياجوج و مأجوج و ساجد البدوي و الفاضل منصور و كابوري و غيرهم .
كما إنهم يستغلون من قبل المجموعات الموالية لهم بإدخالهم في صراعات تضر بهم و يستفيد منها الذين يستغلونهم و يدفعونهم لعداوات كثيرة مثل إساءتهم لمصر ويدفعهم لها الجمهوريون و علي رأسهم النور حمد و المدعو جبار و الذين ينطوون علي حقد قديم تجاه مصر بسبب فتوى الأزهر ببطلان دعوتهم .

كما إنهم يتهمون تركيا و أبناء حميدتي و قيادات منهم تقيم فيها، كما يساقون من قبل اليسار عرمان و خالد سلك الذين حرضوا حميدتي على الكثير من المواقف التي أضرت بهم مثل معاداة الإسلاميين و كان ذلك واحدا من أسباب هزيمتهم في الحرب .
يتضح إرتباكهم في العجز عن تشكيل حكومتهم التي بشروا بها منذ ثلاثة أشهر .

يرتبك التمرد لضعف و تنازع الأخوين دقلو علي القيادة و شخصية عبد الرحيم الضعيفة القدرات و المتهورة .

هزيمتهم في الفاشر هي النهاية الماحقة و بعد القيادات و الجنود الذين فقدوهم في الخرطوم و وسط السودان و الهجمات الغبية و المتعددة علي الفاشر فإن ما تبقي لهم من قوات لا تستطيع أن تدافع عن عواصمهم الضعين و نيالا و لن تنفعهم الخنادق و المتاريس التي وضعوها فيهما و سيكون تهريب أسر القادة لتشاد و جنوب السودان مدعاة لإنهيار الروح المعنوية و هزيمة التمرد الأخيرة .

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version