عبد اللطيف البوني: سودانان

في مقال سابق قلت ان هناك سودانان… سودان افتراضي وهو ذلك الذي يوجد في وسائط التواصل الاجتماعي و سودان واقعي وهو الذي بين الناس العاديين.. بعبارة أخرى السودان الافتراضي اي الاسفيري يضج بقضايا لا تلامس الهموم اليومية للمواطن العادي… مأساة السودان المعاصرة والتي وصلت قمتها في الحرب الدائرة الان والتي أهلكت الحرث والنسل نجد أن جماعة السودان الاسفيري تنظر لها في جوانب تختلف عن تلك التي يناقشها أهل السودان الواقعي وهذا سوف يطيل أمد هذة النكبة ذلك بعدم التركيز على المعاناة الحقيقية
لتأخذ لذلك مثلا مسألة المواطن حماد عبد الله حماد من أهالي الدندر والتي اصطف الناس حولها اصطفافا سياسيا كانت( تريندا) في اليومين الماضيين إذ سيطرت على (التايملاين) اي أصبحت قضية الرأي العام السوداني بينما في ذات الوقت كانت هناك قضايا أهم واوجع منها بكثير فصورة حطام الأسرة النازحة التي ابادتها المسيرة الغاشمة في عطبرة أصبحت جانبية مقارنة مع صورة حماد. الأوجاع والماسي على أرض الواقع لا حد ولا حصر لها وهي حديث الواطين على الجمر بينما رواد الاسافير شغالين تسيس في كل شي وللأسف الشديد أن متخذ القرار في السودان أصبح خاضعا لرواد الاسافير بدليل زيارة الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة لحماد في منزله واهدائه حجة… وبما أن الفضاء الاسفيري يسيطر عليه من هو أقوى من السودان فمن هنا تأتي خطورة الوضع فسيطرة السودان الافتراضي على سودان الواقع يعني سيطرة الخارج… لاحقا أن شاء قد نحتاج لكديبة
عبد اللطيف البوني