بهلواني الواقع

تابعت مقابلة بالصدفة للقيادي بحكومة آل دقسو المرتقبة إبراهيم تسابيح مُجيبًا عن سؤال مكان حكومتهم. الإجابة الصادمة بأنها في مناطق سيطرة الدعم السريع وحركتي: الحلو وعبد الواحد. صراحة تحيرت في عقلية هذا المسخ التسابيحي الطفولية. ولكن مازاد طين حيرتي بِلةً ما جاء على لسان رئيس الجبهة الثورية سابقًا الدكتور الهادي إدريس معضدًا ما ذهب إليه صاحبه بأن الحكومة المرتقبة غالبًا ما تكون جوّالة، أي: من منطقة لأخرى. إذن وضحت الصورة تمامًا للشارع السوداني عن شكل الحكومة الدقلوية التي بشرنا قادتها باستخراج جوازات السفر وطباعة العملة، بل منهم من إلتزم بتقديم الخدمات للشعب. عليه نحن أمام حالة من (العبط) السياسي. وإن جاز التعبير أمام خُشب مسندة من فصيلة (رجلٌ لا يدري، ولا يدري إنه لا يدري). وربما فات على وزراء الحكومة المرتقبة بأن تسونامي الصياد بقيادة الجنرال جودات قاب قوسين أو أدنى من غمر جُزر تلك الحكومة في ولايات دارفور إن شاء الله. وخلاصة الأمر نرى بأن عُتمة الواقع الذي يعيش فيه هؤلاء جراء قطع الوعد أمام العالم بإنزال حكومتهم على الأرض، واصطدامهم بصخرة الواقع جعلتهم بهلوانيين على خشب المسرح السياسي، وسوف يستمر العرض لطالما الفاتورة مدفوعة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٤/٢٢