رأي ومقالات

محمد أبوزيد كروم: مهزلة حلفاء الجنجويد على قناة العربية!

قدّمت قناتا “العربية” و”الحدث” حوارات مهنية رفيعة، أدارتها الإعلامية المصرية ضحى الزهيري، كشفت من خلالها زيف حلفاء مليشيا الجنجويد، الذين باعت الإمارات مواقفهم وكرامتهم بأموال ليست قليلة بالطبع.. وقد لعبت احترافية المذيعة دورًا كبيرًا في تعرية هؤلاء الأراجوزات الخفاف.

لقد جلس عبد العزيز الحلو، مبروك مبارك سليم، الهادي إدريس، سليمان صندل، وعبد الواحد محمد نور كالتلاميذ البُلهاء أمام أستاذة حاذقة!

عودة “العربية” و”الحدث” إلى جادة الطريق والحياد لم تكن أمرًا عاديًا، بل مؤشر مهم على تحوُّل في الموقف السعودي من حرب السودان. ربما لم يعد أقرب إلى أحد الطرفين، بل صار أكثر ميلاً للحياد والإيجابية والتعامل مع الحقيقة – إذا صحّ هذا الوصف – قبل ذلك كان مراسل القناة، نزار البقداوي، خلال للفترات سابقة، يعبر عن ضمير مهني حيّ ووطنيّة خالصة، وسجّل اسمه بحروف من نور.

أما “العربية” فقد كشفت عبد العزيز الحلو، الذي صمت عن المجازر المرتكبة في حق أهل أبيه (المساليت): دفنهم أحياء، قهرهم، والتنكيل بهم. والحلو، الذي يُنسب لأبيه كما هو معلوم ، اختار أن يتحالف مع أعدائهم، وواصل تجارته البائسة بقضايا “النوبة” وشرطه “العلمانية” كطريق وحيد للسلام، بينما هو لا يمثل النوبة في شيء، فهم أهل حضارة إسلامية راسخة، وهو لا يمثل فيهم إلا “عود مرة” كما يقول أهل جبال النوبة عنه، بل إنه، اليوم، يحاصر ويجوع ويقتل أهالي كادقلي والدلنج. وها هو يقبض (عشرة ملايين دولار من الإمارات) مقابل تحالفه مع الجنجويد. وكما يقول أهل دارفور: “دبيب في خشمو جرّادية ولا بعضي!”

أما عبد الواحد محمد نور، رفيق الحلو في الفكر والانتماء الشيوعي، فقد باع قضيته هو الآخر، وقال بجرأة مؤلمة إنه لا يعلم من قتل أهل الجنينة! وهو الآن يتحالف مع الجنجويد في مناطق تواجد قواته في شمال دارفور. (الإمارات قادرة والله)!!

وبالنسبة للمدعو سليمان صندل، فهذا الرجل ملامحه تدل على اضطراب نفسي واضح، وقد باع نفسه وأحمد تقد لسان للإمارات منذ ما قبل الحرب، وواصلا تحالفهما مع الجنجويد لحصار وقتل أهلهم في الفاشر ومدن دارفور الأخرى. ومع ذلك، تجده يكرر في سذاجة شعارات تبريرية لمواقفه البائسة مثل “الجيش والحركة الإسلامية ودولة 56″، بينما يقتل الدعم السريع أهله الزغاوة!

أما البقية؟ الهادي إدريس؟ من هو وماذا فعل؟ قبض الثمن وانتهى، وليس له ثمن أكثرمن ذلك، أما مبارك مبروك سليم؟ من أين أتى ولمن يقاتل؟ وماذا يملك غير تاريخه في التهريب للبشر و الحيوانات، وصولاً إلى البيع الساهل للإمارات، ومعه أسامة سعيد، وكلاهما لا يمثل شرق السودان في شيء. اسألوا عنهم ولن تجدوا من يعترف بهم في الشرق!

حين جلس هؤلاء “التلاميذ الساقطون” على كراسي “العربية”، ظنوا أنفسهم في حضرة القناة القديمة وبرامجها السابقة، فسقطوا في الفخ وبانت حقيقتهم!!

وهنا تحضرني كلمات للراحل المحامي الأستاذ غازي سليمان، حين قال في أحد لقاءاته التلفزيونية قبل سنوات في مثل هؤلاء، عبارة يتم تداولها اليوم على بشكل واسع في الميديا: “نحن مشكلتنا في السودان، الناس الما عندهم قيمة ديل!”
فقد صدق غازي… رحمه الله.

محمد أبوزيد كروم