أوانطة البرجوازية السودانية

والله أنا ما شفت شي ذي أوانطة البرجوازية السودانية دي – من جميع قبائلها وأقاليمها . يعني ممكن عادي تكون أمير ود زعيم قبلي إقطاعي ثري ونافذ وابوك وزير أو ميليونير أو جنرال كبير. أو ممكن تكون ود بسطاء فقراء في قرية بعيدة لكن إستفدت من تعليم مجاني وفرته دولة ستة وخمسين واحيانا عايش مجاني في داخلية دولة ستة وخمسين من المدرسة الأولية إلي جامعة الخرطوم، ثم تتخرج وتبقي موظف كبير أو ضابط كبير وربما بعثوك دراسات عليا.
وطبعا بتكون داير تحافظ علي وضعك المتفوق وتزيد عليهو ولمن تفلس أدوات الصعود نحو السلطة والمال التقليدية من دين وايديلوجيات غربية ممكن عادي تتبني خطاب التهميش لانك أصلا ما عندك حاجة مفيدة تقدم بيها نفسك للشعب السوداني ولأنو خطاب التهميش بتاعك ده بيفكك السودان وبيجيب ليك دعم سخي من قوي الإستعمار الدايرة تقسم السودان بعد تسميم جسده السياسي. وفقه التهميش ده، ما بيحميك من التحالف مع أشد مراكز الإستعمار دموية ورجعية ولا بيهمك أنها نفس المراكز البتهمش الجنوب العالمي. أو ممكن تكون ود المهدي أو ود الميرغني، الأسر المالكة للسودان ، وعادي ممكن تجي تعمل لي فيها أنك بقيت بطل مدافع عن مهمشين لانو خطابك الختمي أو المهدوي وصل لنهايتو التاريخية.
مشكلتك يا زول التجارة بالهامش دي ما ها تجيب ليك أي حاجة غير أنها تدمر بلدك وتبقيك فلنقاى تربيع بدل فلنقاى ساي أس واحد. بعدين يا عبد العزيز الحلو القريت مجاني في دولة ستة وخمسين وبقيت برجوازي خريج الجميلة ومستحيلة أنت ما شايف دور التعليم المجاني كرافعة إجتماعية للفرد والاسرة والقبيلة؟ وما شايف أنو دولة ستة وخمسين دي بقتك خريج جامعي بينما حروبك دي خلت أولاد منطقتك مجرد جنود شبه أميين يعملون في بلاط جنابك العالي؟ وبما إنك كنت ماركسي، وين مشي التهميش الطبقي وبقي التهميش كلو عرقي أو جهوي؟ وكمان لمن مشيت تحالفت مع الجنجويد للمرة التانية – المرة الأولي كانت في ٢٠١٤ وحينها جلدتك الصحفية القديرة حينها رشا عوض بالسنة حداد وأدتك درس عن أنو البعد الأخلاقي للقضية الذي أهدرته هو الأهم. بعدين يا ود الحلو تعال قول لينا الحركة الشعبية المضادة للتهميش دي في ١٨ سنة من حكم الجنوب ومليارات بترولو حققت شنو من شعاراتكم؟ وليه ماسي الجنوب اليوم لا تقل عن معاناته قبل حكم الحركة الشعبية أو هي أسوأ؟ ونفس الكلام ليك يا عبد الواحد خريج الجميلة ومستحيلة (جوبا؟). أما اللورد صاحب الاكسنت المصري فا بنقول ليهو، بنقول ليهو، بنقول ليهو – ما بنقول ليهو حاجة.
أما الأخوة الشيوعيين، رد الله غربتهم – أو ردها ماركس – فليتذكروا التشخيص الصحيح بتاعهم أيام عبد الخالق أن مشكلة السودان المركزية هي غياب التنمية واختلال توازن ما وجد منها. وهذا الإختلال ليس بمؤامرة قبلية ولا اقليمية ولا يحتاج عاقل للتفقه في علوم الجغرافيا الإقتصادية أو المورورث من الإستعمار ليفهم هذه النقطة الجوهرية. الجغرافيا الإقتصادية فرع يدرس شروط توزيع النشاط الأقتصادي علي مستوي الأقاليم والمناطق. علي سبيل المثال هناك مناطق وولايات في أمريكا شديدة التخلف مقارنة مع غيرها. وهذا تفسره نظريات الجغرافيا الأقتصادية التي لا تركن لنظريات مؤامرة عرقية مستوردة من أعداء الدولة. وعادي يعني ممكن تنظير في التوزيع المكاني للنشاط الأقتصادي يساهم في أنك تاخد جايزة نوبل في الإقتصاد ذي بول كروغمان
حين قال سارتر “أقسمت علي كراهية البرجوازية” لا أعتقد أن كراهيته استثنت البرجوازية الأوانطجية المدعية الثورية في الوقت الذي تراكم فيه ثروات وسلطات إقطاعية.
معتصم اقرع