صور مفتعلة، فتجاهلوها!

* انفعال خالد سلك وتبجُّحه في سياقٍ لا يستدعي رفع الصوت واستعراض الغضب، وخاصةً أن تناول مسألة عدم قدرة “القحاطة” على العودة إلى السودان أو حتى التجوُّل في شوارع المدن الأجنبية، وخاصةً الكبيرة منها، ليس بجديد وبات واقعًا لا يخفى على أحد؛ فالخوف من مواجهة الشعب، الذي طعنوه في كرامته وشرَّدوه ونهبوا موارده وغضّوا الطرف عن اغتصاب نسائه، يمنعهم حتى من الظهور في العلن؛
* مشهد قحَّاطي بصحبة بابكر فيصل وهو يردّ بكلّ عنجهيَّة على انتقاداتٍ من شخصٍ آخر في مكانٍ عام بلندن.
* مقطع مصوّر تطلّ من خلاله ناشطة في لندن ارتبط صوتها المنفّر بشعارات فقدت بريقها وسئمها الناس، ولم تعد تعبّر عن قضايا حقيقية، بل إنها تخرج من أفواهٍ خانت مبادئها وتحالفت مع من يسعون إلى تفكيك السودان وتغيير تركيبته السكانية وتهجير أهله؛
* تشكيك د. عزام عبد الله إبراهيم ومعه سيدة أخرى في استشهاد الطبيبة المناضلة هنادي “بت الفاشر” بحُكم أنها ماتت في معركة؛ وفي المقابل، تمجيدهما الشهيدة ست النفور على اعتبار أنها سقطت في مظاهرة سلمية؛ كلّ هذا في سياق مقارنة سياسية سقيمة؛
كلّ هذه المشاهد *وغيرها مما ستتفتَّق به أذهان هؤلاء الخونة* ليست سوى محاولات يائسة لخلق زخمٍ إعلامي واستنساخ أجواء النشاط السياسي الذي حملهم بالأمس إلى السلطة. والآن، وبعد انهيار جسر الجنجويد، الذي توهَّموا أنه سيعيدهم إلى واجهة السلطة، لم يتبق لهم سوى هذا النوع من الصور المفتعلة المفضوحة، كمن يتشبَّث بقشَّة في بحر متلاطم الأمواج.
ولذلك، فالردّ الأمثل على هذا العبث لا يكون بالمجادلة ولا بالتفنيد، بل بالتجاهل الذي يضعهم في حجمهم الحقيقي، لئلا يظن هؤلاء أن لهم تأثيرًا على الرأي العام، أو أن بوسعهم إنعاش صورةٍ احترقت بالكامل بأفعالهم وتواطؤهم.
خالد محمد أحمد