رأي ومقالات

مؤتمر لندن وتفاهة الوعد

نبهنا السيد خالد سلك سابقا للتدقيق في أرقامه وكلامه لانه من أهم الفاعلين في المشهد السياسي ويحظى بمتابعة واسعة من أنصاره وخصومه.

ذكر السيد الخالد سابقا أن الحكومة الإنتقالية نجحت في إعفاء ديون السودان الخارجية وقلنا له أن هذا لم يحدث وأقترحنا عليه مشاورة مكاتب قحت/صمود الاقتصادية لضبط الخطاب. طبيعي أن يخطئ السياسي في تصريح هنا وهناك فجل من لا يسهو ولكن قائد في مرتبة الأستاذ خالد عليه تصحيح الخطأ أو علي الأقل بذل مجهود لضبط دقة التصريحات العامة مستقبلا ولكن هذا لم يحدث.

أيضا تصريح الأستاذ خالد الأخير بأن مؤتمر لندن هذا الأسبوع قد “جمع” مبلغ 813 مليون دولار للعمل الإنساني يفتقد الدقة. كما لاحظ الصديق محمد كمبال، فان ما جاء في نص بيان مؤتمر لندن هو التزام وليس جمع مال. وهذا مجرد وعد تستطيع الدول التي صرحت به أن تتجاهله كما حدث مع الغالبية العظمى من الوعود المالية التي قدمها المانحون منذ سقوط البشير. لذلك لم يحدث جمع مبلغ 813 مليون دولار ولم يفتح شيخ أو خواجة جزلانه بعد حتي نتحدث عن جمع دولارات.

ولكن ليس من المستحيل ولا المستبعد أن يفي المانحون بما وعدوا. ولكن المشكلة الحقيقية هي التفاهة المطلقة للمبلغ المذكور مقارنة مع الثراء الفاحش للمجتمعين في مؤتمر لندن ومقارنة بحجم الأزمة الإنسانية وبالنظر للدور المحوري الذي لعبته نفس هذه الدول في توجيه السياسة السودانية في مرحلة ما بعد البشير وبالتالي مسؤوليتها شراكة عن كل هذا الفشل والحرب المدمرة. الدور الذي لعبه هذا الخارج في ضبط بوصلة السياسة السودانية تجاه الفشل والحرب تفرض عليه أخلاقيا تقديم دعم إنساني حجمه مئات الأضعاف مما جاء في فتات التفاهة الذي وعد به في لندن.

معتصم اقرع