عامان على الحرب: فوبيا المسيرات

هي قضية العالم وهواجسه ؛ روسيا و إسرائيـ ل وأوكرانيا لم تجد العلاج ولم تسلم من الاستهداف لذلك الكتابة عنها بلغة جافة ليس للتخويف بل للتحذير الاستباقي لتخفيف الأضرار المتوقعة منها ومن استخدام العدو الأحـ ــــمق لها..
مليشيا الدعـــــــ م السريــــــ ع استبقت القوات المسلحة في امتلاك منظومة الدرون(بدايتها كانت تقليدية)ومرتبطة فقط بمراقبة الصحراء حسب اتفاقهم مع الاتحاد الأوروبي في جهود محاربة الهجرة الغير شرعية (مدفوعة القيمة)..
استطاع الجيش في الخامس عشر من أبريل 2023م من إحباط انقلاب الدعـــــــ م السريــــــ ع ؛ وتحولت قواتها فيما بعد الي مليشيا متمردة على قيادة الجيش ؛ وهذه ليست حالة شاذة في السودان فغالب حركات التمرد المؤثرة تخرج من عمق أو من رحم الجيش حسب المزاعم (انانيا 1 جوزيف لاقو 1955 )(وانانيا 2 1978 تعبيرا عن انهيار اتفاقية أديس أبابا )والتي تطورت الي تمرد عام 1983 بقيادة قائد حامية توريت العقيد جون قرنق من قبيلة الدينكا جنوب سودانية (العالم وقتها صنّف القتـ ــــال على أساس انها حــــ ـرب أهلية على هذا الأساس)مثل اليوم استخدام القبيلة و التحالف مع القبائل الموالية وقتال الدولة ..
المليشيا كلما طوّرت قدراتها في استخدام المسيرات لحقتها القوات المسلحة بل وتفوقت عليها بتقنية أجهزة التشويش ونوعية الدرون ؛ حتى تشكلت منظومة نظامية لها قيادة وإدارة مثلها مثل بقية الوحدات وورثت انضباط وعقيدة ونظام المؤسسة العسكرية عكس التمرد الذي الي اليوم يعتمد على الأجانب في إدارة المسيرات بنفس عشوائية إدارة المعركة ..
معركة تحرير جبل موية والتفاصيل الدقيقة خلال مجهودات تحرير ولايات سنار والنيل الأبيض والأزرق والجزيرة ؛ خاصة العبور الي مدينة مدني كانت للمسيرات القتالية المتقدمة للجيش الدور الأهم في ضرب ارتكازات المليشيا حتى تم النصر وامتد عطاؤها في معـ ــــركة تحرير الخرطوم ..
الموقف الآن :
زوّدت الإمارات مليشيا الدعـــــــ م السريــــــ ع بتقنية المسيرات عابرة الحدود التي نسميها بالاستراتيجية أي(ليست تقليدية) نسبة لارتباطها بالقمر الصناعي وقدرتها على التحليق بعيداً وعالياً وضرب أهدافها بدقة متناهية ومؤثرة ؛ لكنها محدودة العواقب لان حجم ووزن القذيفة(صاروخ)صغير مقابل ما تحمله الطائرات الحربية المـــ ـــقاتلة من وزن يصل احيانا إلى 500 كجم ..
حالياً تقوم وحدات تقنية أجنبية بإدارة مسيرات المليشيا وتوجيهها وتستخدمتها في ضرب أهداف غالبها مدنية مثل محولات الكهرباء ومحطات الوقود ومستشفيات الفاشر ومعسكرات النازحين في دارفور وهي تأتمر مباشرة من دولة الامارات وقد تكون هذه الوحدات محترفة بعض الشئ وهذا لن يستمر كل ما ضاق الخناق على ال زايد وثبُتت عليهم جريرة دعم المتمرد حميــــ ـدتي . ولن يستمر الحال بمعنى أن الإمارات تقوم حالياً بتدريب عناصر من المليشيا علي إدارة واستخدم المسيرات في إثيوبيا ؛ وهذا خطير فإذا تمكنت أنامل عناصر التمرد من إدارة المسيرات الاستراتيجية فإنها من المؤكد أن تستخدمها في ارتكاب مجازر وتصفية على أساس اللون والجنس كما حدث في الجنينة ويحدث الآن في زمزم والمتوقع ان يحدث خلال التحضير لمعركة الفاشر الفاصلة لذلك يستوجب علينا الاستعداد ومسابقة الزمن بتحقيق انتصارات بريّة على الأرض حتى تتبعثر أوراق المليشيا.
والأيام القادمة تُنبئ باقتراب نهاية التمرد كل القراءات ومن دفتر التمرد تقول ذلك فشل الانقلاب وضاع المشروع وتاهت القوى السياسية الداعمة له وانقسمت بين وظيفة العمالة و تغليب عاطفة القبيلة على العقل والدين
Osman Alatta