رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس للرطانة القادمة

الخداع فى الروايات البوليسية الجيدة ينجح لأنه يستخدم المسلمات البسيطة عندك
وينجح لأنها ليست بسيطة

والأسلوب هذا يستخدم فى صراع الناس في زمان التحولات السياسية الكبيرة
…….
وفى الفيلم البوليسي كان الدليل على إن الميت إنتحر هو أن الميت الارستقراطي إعتاد على ربط سير حذائه بصورة محددة
والحذاء كان مربوطا بالصورة هذه لما وجدوا جثته…
لكن المحقق الذكي يجعل صاحب الإدعاء يربط حذاءه
ثم يجعل واحداً من المتفرجين فى المحكمة يربط للمدعى حذاءه

كان الأمر متطابقا لكن
….الرباط كان مقلوبا إلى (الخارج) بينما كل أحد يربط حذاءه والرباط متجه إلى (الداخل)
وفى المرايا أنت ترى كل شيء كما هو…. بينما الشيء الذى لا تراه / وهو ما يقودك/ هو أنك تعلم أن الصورة فى المرايا مقلوبة… وأن يسارك فى المرايا هو يمينك فى الحقيقة و…
الاسلوب هذا الذى يدير كل شيء دون أن تراه يستخدم فى الصراع عند القضايا الكبرى فى الدول
مثل الصراع القادم حول شكل السودان القادم
شىء هو ما يقود… ودون أن تراه …. ودون أن تشعر إنه موجود …

……..
والمعرفة يومها ليست هى ما يقود
وفى (الأخوة كارامازوف) رائعة دستوفسكى … المسيح يعود إلى الأرض…. ويفاجا بكل ما تفعله الكنيسه بدينه…
والمسيح الذى جاء متنكرا يكشف أنه المسيح والكنيسة تكذبه بعنف …
وفى النهاية كبيرهم يجذبه ناحية ويهمس له بانه …. والاخرين…. كلهم يصدقونه تماما …. ثم يقول له
:: لكن… ما الذى تعنيه بقولك (أصلاح) ؟؟؟
لا..لا… أذهب … أذهب ودع الناس كما هم …. الناس مبسوطين كدا …
……
والمسيح لم يجادل
وأن نجادل نحن ونظن اننا ان جئنا بالحقيقة ربحنا. فهذا حمق..
والمحكمة الجنائية الدولية امس الاول تطلب من السودان (إثبات) أن الامارات فعلت .. وفعلت ….
حاول أنت/ القارىء/ إن الإمارات .. وإثبات أن الجنجويد جهات فعلت وفعلت .. وأن أنت جئت بالدمار حولك فهذا يعنى أنك تعيش خارج عالم اليوم.

إسحق أحمد فضل الله