الشايقية لم يبتكروا آلة الطمبور، بل تعلموها في زمن الهزيمة والإنحطاط

على هامش الموضوع، يجب توضيح بعض الحقائق الثقافية والاجتماعية:
الشايقية لم يبتكروا آلة الطمبور ، بل تعلموها في زمن الهزيمة والإنحطاط بعد تمكن الأتراك من تشتيت شملهم و كان ذلك من بعض التجار النوبة المولدين الذين كانوا يستخدمون المراكب في حركتهم التجارية من وإلى جزرهم المعزولة عن الشاطئ. أما الجعليون، فلم يُعرف عنهم تقليد “الجلد”، وإنما تبنوا هذه العادة من العنج الذين هزموهم وسكنوا مناطقهم، حتى ذاب بعض العنج لاحقًا داخل البنية الاجتماعية للجعليين.
أما جلد “أمراء جعل” من الشايقية، والرباطاب، والمناصير، فلم يكن ممارسة أصيلة عندهم. بل إن الجلد نفسه كان يُمارس كمظهر احتفالي أشبه بالكرنفالات أو فقرات التسلية، لا باعتباره طقسًا نخبويًا أو تقليدًا عسكريًا.
و السوط نفسه المستخدم في هذه العادة أسمه ” سوط العنج” .
ولا يوجد ما يمكن تسميته بـ”رقص الشايقية”، كما يُروج له في بعض السياقات. فالرقص كان نشاطًا مقصورًا في غالب الأحيان على فتيات الرقيق اللواتي جُلبن من أقاصي شمال مصر وجنوب كردفان وجبال النوبة و اللائي كن مملوكات لامراء الشايقية وقتها .
فالمرأة العربية، وفق الأعراف السائدة، لا ترقص، ولا تشارك الرجال في الرقص أصلًا. وهذه نقطة جوهرية ينبغي توضيحها وفهمها ضمن السياق الثقافي الأصيل لمجتمعات شمال ووسط السودان.
عبد الرحمن عمسيب