تحقيقات وتقارير

سياسة ترامب الجمركية… السودان خارج دائرة التأثير

سطر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بسياسته الاقتصادية فصلًا جديدًا في تاريخ العالم الاقتصادي عبر فرضه رسومًا جمركية على الدول الموردة للبضائع لبلاده.

والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية جديدة واسعة النطاق على السلع المستوردة من دول العالم.

وقال ترامب إن الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 10 في المئة، والمفروضة على جميع دول العالم، بالإضافة إلى نِسب أعلى لبعض الدول، ستعزز من قيمة الاقتصاد الأمريكي وتحمي الوظائف.

السودان ضمن القائمة

ولم يستثن الرئيس الأمريكي ترامب دولة في العالم من سياساته التي كان يوجهها بصورة مباشرة لدولة الصين، وعلق على ذلك صراحة بقوله: “أعتقد أن شيئًا إيجابيًا سينتج مما يحدث”.

ويدخل السودان في ضمن الدول المطالبة بدفع رسوم جمركية لصادرات حال دخولها السوق الأمريكي.

ويعد الصمغ العربي أول الصادرات التي تعتمد عليها واشنطن في معظم الصناعات الغذائية، والدوائية، وأدوات التجميل.

صعوبة التنبؤ بالآثار

وعن آثار قرار الرئيس الأمريكي، على الصادرات الأمريكية يرى رئيس شعبة مصدري الصمغ العربي السوداني أحمد العنان، أنه من الصعب التنبؤ بالآثار الدائمة للتعريفات الجمركية الأمريكية على ما لا يقل عن 180 بلداً وجزيرة لجهة أن هناك غرض لأن تفتح كل دولة حوارًا مع أمريكا.

وقال العنان في حديثه مع موقع “المحقق” الإخباري إن مايهم إن السودان أقل يقع ضمن قائمة الأقل تعرفة جمركية فرضتها الولايات المتحدة وهو ما يقدر بنحو 10%.

وأضاف العنان “هذا يعني أنها فرصة إلى السودان للتحرك واستقبال صناعات من دول تعريفات أكبر لتستقر في السودان وتكتسب ميزة التعريفة المخفضة”.

وفي مجال الصادرات، أكد أن الصادر من السودان يصبح أقل تكلفة وأكثر تنافسية من إعادة صادرها من الدول الأوروبية.

وتابع: “في مجال الصمغ العربي يمكن أن تشجع الشركات الأمريكية علي الاستيراد مباشرة من السودان بدل الدول الاوروبية التي كانت تعيد صادر 90 % للعالم”.

ولفت إلى إمكانية التحايل على الشركات الأوروبية بشحن طلبات عملائها مباشرة من السودان بدلًا عن أن تذهب إلى أوروبا ويعاد تصديرها، أو تضطر الشركات الغربية في نقل جزء من مصانعها إلى السودان للتصدير مباشرة “وهو أمر خطير جدًا.” على حد قوله.

واعتبر العنان أن شركات الصادر السوداني ستصبح كالتاجر المحلي، وتبيع للمصانع الغربية، أو داخل السودان، أو تشتري مباشرة من المنتج ولا تستطيع شركات الصادر السودانية منافستها.

وشدد أحمد العنان، على أهمية اهتمام الدولة بهذا الأمر وعدم إعطاء استثمار في سلع لديها ميزة تفضيلية وإلا ستفقد العائد من النقد الأجنبي.

بحث عن أسواق بديلة

بدوره يقول الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي إن صادرات السودان لأمريكا لا تمثل رقمًا مهمًا، من إجمالي الصادرات السودانية.

وأضاف: على السودان أن يبحث عن أسواق بديلة لمنتجاتنا (علي قلتها)، وبالتالي أستبعد أن يكون هناك تأثير لهذا القرار على الاقتصاد السوداني.

ونوه فتحي في حديثه مع “المحقق”، إلى أن السودان يشهد في هذا الوقت صعوبات كبيرة في زيادة الموارد المالية من العملة الصعبة، مما يؤثّر على التوازنات المالية الخارجية وعلى احتياطي من العملة الصعبة لدى البنك المركزي.

ووصف الخبير الاقتصادي تأثير الرسوم الجمركيةً الأمريكية بالقليل على الاقتصاد السوداني ، باعتبار أنها النسبة الأدنى ضمن النسب التي كشف عنها ترامب، في ظل فرض نسبة 28 في المائة على تونس و30 في المائة على الجزائر، و31 في المائة على ليبيا، في ظل فرض رسوم جمركية على السودان بقيمة 10 ٪.

وأشار فتحي، إلى أن التأثير الفعلي لهذه الرسوم سيكون محدودًا للغاية، لجهة أن السودان لا يصدر كميات ضخمة إلى السوق الأمريكية، وبالتالي فإن “التأثير على الاقتصاد السوداني سيكون طفيفًا إن لم يكن معدومًا”.

تأثير ضعيف

ويتفق المحلل الاقتصادي، د. محمد الناير مع ما ذهب إليه فتحي، في ضعف تأثير قرار الرئيس الأمريكي على الصادرات السودانية.

ويقول الناير لـ “المحقق” إن التأثير سيكون ضعيفاً إذا لم يكن معدومًا بسبب ضعف التبادل التجاري بين أمريكا والسودان.

وأضاف: “إن ضعف الصادرات السودانية لأمريكا بسبب الحظر المفروض عليه لأكثر من عشرين عامًا، وكان كفيلاً بأن يضعف دخول الصادرات السودانية للأسواق الأمريكية”.

وتابع: “أن الاستثناء الوحيد في سلعة الصمغ العربي والتي تدخل السوق الأمريكي بطريقة غير مباشرة”.

المحقق – نازك شمام