رأي ومقالات

وداعا هنادي .. إلى جنات الخلد

الميرم هنادي النور.. امرأة من نار ونور… طبيبة أمسكت بالمشرط يوما لتخفف آلام الناس، ثم خلعت الرداء الأبيض، لا ترفعا، بل استجابةً لنداء الواجب، وامتشقت سلاحها ونزلت إلى ساحة القتال دفاعا عن أرضها وشرفها..

هنادي.. لم تحمل أوسمةً أو رتبةً براقة، لكنها حملت كل إشراق الحياة.. لم تكن زينتها حُليًّا أو مساحيق، بل كان سمتها الشهامة، ولباسها الوقار.. وشجاعتها تاج متوهج فوق هامة الزمان .
هنادي.. ترجلت اليوم جسدا عن صهوة الحياة، لكنها ستبقى روحا تحلق فوق دخان المعارك، وتقول لنا بصوتها العميق إن الوطن فوق كل الخلافات والأطماع ولن يصان إلا بأمثالها.

طابت روحكِ يا بنت الفاشر، وسلام عليك أيتها الفارسة النبيلة.. وعفوا يا سليلة المكارم فهذه المليشيا لا تراعي حرمة للنساء والأطفال ، وعذرا لأننا لم نترفق بك وببقية أخواتك وأمهاتك اللواتي عصفت بهن رياح معاركنا، وأطماعنا، وخلافاتنا العقيمة التي أورثت بلادنا الهوان.
جنات الخلد مقامك، حيثُ لا دماءَ ولا دمار، بل سلامٌ يعانقك كما كان عناقك الدافئ لوطنك بكل هذا الصدق والوفاء.
# الميرم هنادي …صورة غلاف كتاب الشرف

Alzubair Naiel