معسكر زمزم

كشفت حكومة ولاية شمال دارفور أن مليشيا آل دقلو الإرهابيـة، قد قامت بتصفية كل الكوادر الطبية، ومرافقي المرضى بمستشفى منظمة الإغاثة الدولية (رليف) عقب إقتحامها لمعسكر زمزم للنازحين جنوب الفاشر يوم أول أمس الجمعة، وذلك في جريمة تجاوزت كل القيم الإنسانية، والأخلاقية، والدينية والأعراف والتقاليد. وأضافت في بيانها الذي أصدرته اليوم باسم والي شمال دارفور الحافظ بخيت محمد: (إن المجموعة الإرهابية لم تكتفِ بهذه الجريمة النكراء، بل أقدمت على إرتكارب مجزرة بشرية أخرى، وذلك بتصفية العشرات من حفظة القرآن الكريم في خلوة الشيخ فرح بالمعسكر). لا نريد من المجتمع الدولي إدانة لهذا السلوك البربري الذي درجت عليه تلك الجماعة الإرهابية منذ تمردها قبل سنتين، لعلمنا التام بأن العالم تحكمه المصالح لا القيم والمبادئ، ولكن نضع رسالتنا في بريد الجناح السياسي للتمرد (التقزميين) بكل تقسيماتهم: صعوط حمدوك، وتأسيسة برمة، والخُمس مُشكِل الهادي إدريس وحجر. أين أنتم من الذي يجري بمعسكر زمزم؟. ألم ترفعوا شعار لا للحرب؟. بربكم هل نازحو زمزم منطقة عسكرية أم كيزان حتى يتم قتلهم كما هو مبرر قتل الآخر عندكم؟. صحيح عندما يتجرد الإنسان من الوطنية يصاب بعمًى وصممٍ، فتهون عنده رؤية الإشلاء، ولا يسمع أنّات الأطفال والضعفاء، وحينها يغطي قلبه الران، ليكون أعمى بصيرة، ومن ثم يجتهد في الدفاع عن القاتل. وخلاصة الأمر نجزم بأنه لا فرق بين دقلو وتقزم في استباحة الدم السوداني، وهما وجهان لعملة واحدة، فلا خير في كثير من نجواهم، لأنهم لم يأمروا بصدقة (قولاً أو فعلاً)، أو إصلاح بين الناس، والشاهد إنهم لم يتناهوا عن منكرٍ فعلوه.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٥/٤/١٣