رأي ومقالات

العالم لا يحترم إلا الأقوياء

حرب المسيرات الإستراتيجية ، منظومات التشويش ذات التقنية العالية ، أجهزة التجسس و التتبع الحديثة ، منظومات الدفاع الجوي المتطورة ، نوعية و كميات الأسلحة و الصواريخ التي تضبطها القوات المسلحة يومياً في مختلف أنحاء العاصمة بعد هزيمة المليشيا فيها ، المرتزقة و الخبراء الأجانب الذين عثر على جثث الآلاف منهم بين القتلى ، أو الذين تم أسرهم منهم ، كلها أدلة تثبت و تؤكد ما هو مؤكد يقيناً بأن الحرب و المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل من العام 2023 هي أكبر من المليشيا و من قدراتها و قدرات قادتها !!

إنها حرب قوى الشر الإقليمية و الدولية و وكيلها في المنطقة دويلة الشر و شركائها من دول جوار السوء !!

إن ما تتعرض له البلاد يفرض علينا و على شعبنا و خاصة الشباب أن نبذل كل جهدنا و فكرنا لتطوير آليات مواجهة رادعة و غير تقليدية تمتد ساحاتها إلى خارج الحدود مع الأعداء الحقيقيين الذين سخروا كل ما يملكون من أموال و قدرات عسكرية و تكناوجية و علاقات لإبادتنا و تدمير بلادنا !!

كذلك لا بد من تفعيل و نفخ الروح في المقاومة الشعبية التي نهضت بمبادرات مجتمعية لإسناد القوات المسلحة و هي تتصدى لمؤامرة و حرب تفوق قدرات مؤسسات و آليات الدولة النقليدية ، و لكن للأسف فقد تم تحجيمها و تكبيلها فتحولت إلى ما يشبه الأجهزة الحكومية البيروقراطية .

المقاومة الشعبية لديها الكثير الذي يمكن أن تفعله و تبدع فيه إذا أخرجت من وضعها الحالي !!
من المؤكد أن الأعداء لن يتوقفوا عن إستهداف بلادنا و شعبنا خاصة في ظل ما يشهده إقليمنا من صراع و تنافس حاد لفرض النفوذ و الأجندة و المحاولات المستمرة لتغيير خارطة و جغرافية المنطقة .

و أيضاً فإن ما يشهده العالم من إضطراب و ترقب بسبب طبول الحرب شبه الكونية التي ترتفع أصواتها الآن على مقربة من حدودنا ، و ما يجري في بعض دول جوارنا من صراعات و نزاعات مدمرة و غيرها من المتغيرات المتسارعة يجب أن يدفعنا إلى المزيد من الإنتباه و رفع درجة الإستعداد إلى حدها الأقصى !!

إن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ، و إن الأعداء لن يرتدعوا إلا أحسوا بالخوف و التهديد المباشر لأمنهم و مصالحهم ، و كل من يظن غير ذلك فعليه أن (يتحسس رأسه) !!

سوار
6 أبريل 2025