رأي ومقالات

نرجسية الطبقة الحداثية

أغرب حاجة أن جماعات واسعة وربما غالبية الطبقة الحداثية المتعلمة تعتقد أن لها حقوق على الدولة والجيش، وهذا صحيح، ولكنها لا تتذكر أبدا أنها أيضا لديها واجبات تجاه هذه الدولة وهذا الجيش منها المساعدة وتوفير الحماية وتقديم النقد الموزون الذي لا يزايد على شرعية ولا يتواطأ مع غزاة همج يدمرون الدولة.

ما يثير الاشمئزاز وبعض الرثاء هو هراء جحافل لا تكف عن مطالبة الدولة بتوفير الحماية، ولو بدماء الجنود، ولكنها لا تكف عن طعن نفس دولة من خلف وأمام. من يعتقد أن الحماية من واجب الدولة، بما في ذلك جيشها، يقع عليه على الأقل واجب عدم خيانتها. أما من طعن في مشروعية الدولة وجيشها وساواها بالغزاة وميلشيا الإغتصاب، فلا يحق له مطالبتها بالقيام بواجبات ثم يضع العراقيل أمام قدرتها على الوفاء بنفس الواجبات التي يطالب بها. الحقوق لا تاتي غير مشروطة بل مصحوبة بواجبات ومن يريد الحقوق وينسى واجباته إنسان أناني ضيق الأفق ونرجسي متخثر.

ومن أساطير السياسة الأمريكية ما قال جون كينيدي: “لذا، أيها المواطن الأمريكي، لا تسأل عما يمكن لبلدك أن يفعله من أجلك ، بل اسأل عما يمكنك أنت فعله من أجل بلدك. ”

معتصم اقرع