هل صراع السودان مع تشاد إختياري ؟

هل الصراع مع تشاد إختياري ؟ هل يفتح الفريق أول ياسر العطا أبواب الحجيم علينا بتهديداته لتشاد و للدوائر التي تدعم المليشيا في جنوب السودان ؟

واهم من يظنّ أنّه بإمكان الجيش السوداني القتال في دارفور والإنتصار مع بقاء هذا الدعم الغير منقطع عبر الحدود . إذا تستخدم المليشيا الأراضي التشادية كنقطة إنطلاق لهجماتهم و ملاذاً آمناً للمسلحين. إذ توفر تشاد الدعم العسكري و اللوجستي ، فتدعمهم بالسلاح و الوقود و الغذاء و الإخلاء الطبي ، كما تدير شبكة التجسس عبر المسيرات التي تكشف مواقع الجيش السوداني و الحركات المشتركة و تحركاتهم ، و تقصف كذلك بالمسيرات المدنيين و الجنود السودانيين و تسبب فيهم إصابات مميتة. و مطاردة المليشيا داخل الأراضي السودانية مع إهمال هذا الفضاء الخلفي الرحب سيكون وصفة لإطالة الحرب أو الهزيمة المؤكدة.

التوتر الدبلوماسي الذي أعقب تصريحات العطا كان ضرورياً لبيان “نية” الجيش السوداني و تعافيه. إذ أن رؤية القيادة العسكرية أن إنهاء الحرب ربما يتطلب عمليات موجعة وراء الحدود حتى لو أدى ذلك إلى تطور الحرب إلى نزاع دولي مسلح. فالسودان لا يملك الخيار ، بل هي وصفة إنتحار مؤكدة أن يحاول تحرير الجنينة التي تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن الحدود الدولية. و لذا جاءت تصريحات العطا لبيان استعداد الجيش السوداني لدفع فاتورة حماية أراضيه و مواطنيه و عمل ما يلزم مهما كانت التكلفة.

لقد رمى العطا الكرة في ملعب القيادة التشادية التي مطلوب منها التصرف الآن. لكن جيش العطا في طريقه غرباً على كل حالٍ بغض النظر عن الرد التشادي.

د. عمار عباس

Exit mobile version