رأي ومقالات

نسخة حمدوكية

الموقف الميداني ليوم أمس له طعم خاص، وإن جاز التعبير فهو يوم استثنائي، هلاك بالجملة للمرتزقة، ومَنْ نجا من المحرقة بات هائمًا وسط الخرطوم وجنوبها في انتظار استلام تذاكر السفر من وكالة البرهان (للجغم والإبادة).

أما (الذباب) الإلكتروني فإن حرارة مدفعية الجيش التي تعدت (٥٠) درجة قد قتلته تمامًا. هذا الواقع يعني سودان جديد. ولكن أن يخرج الفاعلون في المشهد بدون حُمّص من مولد السودان، فهذا غير وارد البتة عندهم، اللهم إلا بتضافر الجهود، وقطع الطريق أمامهم بمزيد من التخندق مع الجيش، والتبتل في محراب الوطن. ها هو مفجر ثورة ديسمبر (فولكر) يظهر

بالأمس معلقًا: (إن القوى المدنية الصغيرة التي شكلت مؤخرًا تحالفًا سياسيًا مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة تحت سيطرة قوات الدعم السريع فقدت كل شرعيتها). وأضاف: (لكن غالبية المدنيين، بمن فيهم القادة السياسيين والناشطين والمجتمع المدني ولجان المقاومة التي تحولت إلى “غرف طوارئ”، أرادوا ببساطة إنهاء الحرب. يجب أن يكون لهم الدور الرئيسي في إعادة بناء البلاد وقيادتها، وليس قادة الأطراف المتحاربة). وخلاصة الأمر كلام الرجل واضح، الجيش والدعم ليس لهم وجود في المستقبل، مجموعة نيروبي خارج اهتماماته الآن،

مجموعة حمدوك هي فرس الرهان، ولجان القمامة هي (عدة الشغل). إذن نحن أمام نسخة حمدوكية جديدة. فلا خلاص من ذلك إلا بتكسير كل مراكب خيانته وغدره، حتى لا يعبر بنا نحو المجهول، وينتصر على إرادتنا وتلاحمنا.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي

الأحد ٢٠٢٥/٣/٢٣