التحية لمناضلي الكيبورد

في بداية هذه الحرب تفوق الجنجويد بدرجة عالية أمام جيش دولة يفتقد المشاة، ومعزول داخليا وخارجيا بينما توفر للجنجويد دعما خارجيا ماليا وتسليحيا ومعلوماتيا ودبلوماسيا لا حد له. وتواطأت أطياف من الطبقة الحداثية مع الحلف الجنجويدي المسنود من الخارج بدرجة أو باخري. وتراجع جيش الدولة في معركة غير متكافئة.
وفي عصر ثورة الإتصالات حيث تقوم الأسافير مقام الساحات العامة وميادين تنظيم الفعاليات الجماهيرية، تصدت جماعة من وطنيات ووطنيين من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين، لا يجمعهم سوي حب الوطن وكراهية الاستتباع للاجنبي، وصارعت هذه الجماعة المشروع الجنجويدى بالكلمة والراي. ولم تقف علي مسافة واحدة بين مؤسسة دولة سودانية وغزاة في جزلان أجنبي ولم تثنها حملات التشويه والتهم الجزافية من داخل الحلف الجنجويدي ومن تدليس الذين علي مسافة واحدة من “طرفي نزاع” أحدهما تابع تماما لمستعمر مستجد في الشغلانة. وكانت الهزيمة السياسية والإعلامية للحلف الجنجويدي هي بداية فشل المشروع ومهدت الطريق لهزيمته العسكرية.
التحية لمناضلي الكيبورد في زمن الحروب الحديثة حيث الإعلام والراي أشد ساحات الحرب ضراوة. القلم أشد مضاء من البندقية ولكن لا مقارنة مع شهيد قدم آخر ما عنده: روحه.
معتصم اقرع