تسعى صيدلانية مصرية لتحقيق حلم حوالي 15 مليون فتاة في الزواج، فيما تقود “سيناريست” أحلام آلاف الزوجات في الفوز بأبغض الحلال وهو الطلاق.
المفارقة تصنعها مدونتان على الانترنت، الأولى “عايزة أتطلق” وشعارها ر”مرحبا بالطلاق” أطلقتها السيناريست الشابة محاسن صابر (29 عاما) التي أمضت حياة زوجية لم تدم أكثر من ثلاثة أعوام وقضت مثلهن في أروقة المحاكم للحصول على الطلاق.
أما الثانية فهي “عايزة أتجوز” التي أطلقتها الصيدلانية غادة عبدالعال، تعبر فيها عن آمال قد تكون مستحيلة لمئات الفتيات الراغبات في الزواج في ظل ظروف صعبة لا تتيح للشباب أو حتى الأكبر سنا فتح بيوت الزوجية.
تفتتح محاسن صابر مدونتها بعبارة “عندما ينعدم الأمان في الحياة الزوجية وتصبح الطمأنينة حلما بعيد المنال فعندها مرحبا بأبغض الحلال” أي الطلاق.
وترصد معاناة المرأة المصرية التي تريد الحصول على الطلاق بالطرق القانونية متناولة بالتفصيل الثغرات الموجودة في قانون الأسرة والتي يستغلها بعض الرجال في تضييق الخناق على الزوجة التي تريد الحصول على الطلاق.
تعديل قانون الأحوال الشخصية:
تعتزم صاحبة المدونة تنظيم وقفات احتجاج سلمية صامتة بصفة دورية كل شهر أمام مقر المجلس القومي للمرأة، للمتضررات من قانون الأحوال الشخصية وإن لم تستجب الجهات المعنية فسوف تكرر الوقفة بشكل أسبوعي حتى تنفيذ مطالب السيدات بتعديل القانون لتضررهم منه.
وتقول محاسن صابر: “مثل ذلك القانون من شأنه أن يلغى تماماً أي آدمية في الإنسان ويسرق من عمره ووقته ويستنفذ طاقته بين قاعات المحكمة، يجب أن يعلم المختصون أن هناك أسرا لا يمكن أن تتحمل كل ذلك الوقت قبل معرفة مصيرها ولا يمكن أن تعيش امرأة بدون مصدر دخل لعدة سنوات انتظاراً لحكم عدالة المحكمة، وفي النهاية من الممكن أن ننتقل بمقر اقامتنا إلى داخل أروقة المحكمة حتى نكون بالقرب من القاعة حين ميعاد الجلسة وتوفير مجهود الذهاب والإياب”.
صاحبة المدونة حلت ضيفة للعديد من وسائل الإعلام بسبب فكرتها التي كانت محل ترحيب من البعض كحل يساهم في نشر المعاناة، ومنهم من يرفض فكرة التدوين لأجل عرض مشاكل شخصية أو من اختلف معها في طريقة حصولها على حريتها.
ورفضت محاسن خلال تجربتها للحصول على الطلاق, نصائح من طلبوا منها اللجوء لاستخدام قانون الخلع.
وتقول “كلمة الخلع تستفزني لأنها تجور على حق الفتاة وتحقق لها كل الضرر”.
إذاعة للمطلقات
المدونة ليست نهاية المطاف بالنسبة لمحاسن التي تعتزم اطلاق إذاعة للمطلقات أوائل الشهر المقبل يتضمن عددا من البرامج التي تتحدث عن واقع المطلقات في المجتمع المصري كما أن لديها مشروعا لكتاب يعرض لتجربتها.
وتمتلئ المحاكم المصرية بالآلاف من قضايا الخلع والطلاق التي تأخذ وقتا طويلا للبت فيها، وهو ما جعل البعض يجد في المدونات متنفسا لمشاعره ومشاكله في ذات الوقت.
وعالجت السينما المصرية أزمة الطلاق في واحد من أبرز الأفلام لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، “أريد حلا”.
وتحولت الشبكة الالكترونية في مصر إلى وسيلة مهمة لعرض العديد من المشكلات والقضايا, وعلى سبيل المثال استخدام مجموعة من الشباب الراغبين في الإصلاح والتغيير موقع “الفيس بوك” في الدعوة للتجمع وتنظيم اضرابات عامة أبرزها اضراب 6 ابريل/ نيسان 2008.
وبعيدا عن السياسة والاضرابات، أصبحت الشبكة منبرا لطرح قضايا اجتماعية مثل الزواج والطلاق والخلع.
ربما كان من التجارب الملفتة هو اطلاق الصيدلانية المصرية غادة عبدالعال مدونة باسم “عايزة أتجوز” للتعبير عن مشاكل نحو 15 مليون فتاة مابين عمر الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين يعانين ضغوطا اجتماعية لعدم الزواج.
واجتذبت المدونة التي تم طرح موضوعاتها في كتاب حمل نفس العنوان اهتمام الآلاف، كما حقق الكتاب مبيعات كبيرة.
العربية نت