حِياد (صمود) لا يصمد!!

□ كان أهل التنسيقية التي تختصر اسمها إلى ( تقدم ) يظهرون ضيقاً شديداً باتهامات ارتباطهم وصلاتهم بمليشيا الدعم السريع، وكانوا يرددون أن هذه اتهامات باطلة لا أساس لها وأن موقفهم المُعلن الذي هم به مُستمسكون هو موقف الحياد وأنهم يقفون على مسافة واحدة من طرفي النزاع _ على حد زعمهم _
□ لكن انقسامهم الأخير فضح هذه الدعاوى منهم _ على عكس ما حاولت مجموعة (صمود) أن تجعل من الانقسام دليلاً على صدق الحياد عندهم _ فالناظر المتأمل يجد أن انقسامهم هذا قد أتى على بنيان حيادهم من القواعد فخرَّ عليهم السقف من فوقهم!!
□ لك أن تتخيّل أن أهل صمود قالوا عن رفاقهم الذين اختاروا صف المليشيا أنهم يحترمون اختيارهم!! يحترمون اختيار أنهم الآن ينحازون لأحد طرفي النزاع … يحترمون اختيار أنهم الآن يقولون بملء الفم (نعم الحرب)!! ويُحيّون عبد الرحيم دقلو نيابة عن كل الأشاوس في الميدان _ كما عبّر ذلك المخذول _ ويحترمون اختيار محاولة تأسيس حكومة موازية هي في رأيهم خطوة لتقسيم البلاد_ ومع ذلك يحترمون اختيارهم!!
□ يحترمون كلَّ هذا الاختيار من رفاقهم مُناصري المليشيا ويرون كل ذلك اختلافاً فقط في الوسائل وأنهم حتى هذه اللحظة متفقون في الأهداف!!
□ على حين أنَّ أهل صمود هؤلاء _ شديدي الاحترام للاختيارات _ كانوا يصفون كل من انحاز إلى الجيش من السياسيين أو الإعلاميين أو الفنانيين …الخ بأنهم قارعو طبول الحرب ولاعقو أحذية العسكر ووو
□ الانحياز للجيش عندهم مُجرَّمٌ مُدان، لكنَّ الانحياز للمليشيا عندهم اختيارٌ يُحترم !!
□ ومع هذا كله يريدوننا أن نصدِّق أنهم محايدون!!
□ والغبي حقاً وصدقاً مَنْ يفترض في الناس جميعاً الغباء !!
عمر الحبر