بالرغم من أن خطابات قائد التمرد الآخيرة عبارة عن محاولات تسجيل حضور لتعويض غيابه المريب، خصوصاً حفلة نيروبي، إلا أن الرجل اليوم أخرج آخر ما في جوفه من مخاوف، وقصد أيضًا تطمين قواته المأزومة والمهزومة عسكرياً ونفسياً، وذلك بالإشارة إلى أنه سوف يرعى أسر القتلى، وهذه الفقرة تسفر عن حقيقة خطيرة، وهى أنه يزج بهم في معارك انتحارية، وهجمات كاميكازي يائسة.
ويبدو أن الأصوات الداخلية التي بدأت تتحدث عن التضحيات المجانية وتجاهل الخسائر البشرية وسط قواته أثرت على قصة الاستنفار داخل الحواضن، وحتى وسط عائلات المرتزقة، والجانب الآخر في هذا الخطاب يختبئ في حديثه عن ذكرى تأسيس الدعم السريع، والذي يصادف 17 رمضان_ ذكرى معركة بدر الكبرى_ وهذا يعني واحد من احتمالين؛
أما أن قائد التمرد_أو من يفكر له_ يتوقع هجوماً من الجيش على ما تبقى من قواته في القصر الجمهوري والمقرن، ويريد أن ينبههم إلى رفع حالة الاستعداد، بسبب عدم ثقته في القادة الميدانيين الذين هربوا، أو أنه يوجههم بالقيام بهجمات انتقامية على مواقع مختلفة، وفي الحالتين تحتاج تلك الإشارات إلى التعامل معها بجدية من قبل الجهات المعنية.
عزمي عبد الرازق