الاستعجال في الصعود يعني سقوطك سريعاً. أحياناً الأفضل لك أن تظل في مكانك بدلاً من أن تخطو خطوة تكلفك المحافظة على ما أنت فيه. حذرنا حميدتي من الطموح المرتهن للإرادات الخارجية والصعود المتهور، فكانت عاقبته خسارة قواته ونفوذه وماله. خسر حميدتي مستقبله والأسوأ أنه خسر “القابلية” لأن يكون فاعلاً إيجابياً في المشهد ..
الآن، وبعد أن تلاشت أحلام حميدتي وسقط سقوطاً يحير داعميه، نقول لكيكل ستسقط سريعاً إن استعجلت الصعود وواصلت في الحشود. ستسقط أنت ودرعك وشبابك، ستسقط إن ظننت أنك الممثل الوحيد لسكان الجزيرة وحامي دمائهم وأعراضهم، وهي فرية وقع فيها قبلك حميدتي. فقد حشد الجموع، وجمع الإدارات الأهلية، ودفع الأموال والرشاوى لكسب ولاء قواه الاجتماعية وإيهامهم بأنه حامي وجودهم ونفوذهم وتمثيلهم، فأضاع مستقبلهم، وقتل شبابهم وأنهى وجودهم ..
الأفضل لك أن تحافظ على اتفاق الحصانة الذي حصلت عليه، وأن تدفع في اتجاه غسل ماضيك بمزيد من الخطوات الإيجابية لصالح الذين اكتووا بنيران الميليشيا. أما مواصلة الحشود وبناء النفوذ بنفس أدوات الجنجويد سابقاً، فأبشرك بأن نهايتها ستكون وخيمة عليك. لا الواقع سيسمح لك بإكمال ما تسعى إليه، ولا ما تملكه من مشروع ومقدرات سيضمن لك الاستمرار في تحقيقه. نصيحة لك، حافظ على ما عندك وعلى هامش ” القابلية ” لان تكون فاعلاً في مجتمعك ولا تسع للصعود فتخسر ما لديك .
حسبو البيلي