صمود القوات المسلحة وعودتها للسيطرة من بين ركام التراجع وفقد الجنود والقادة لهو ذروة التفوق والإعجاز العسكري الذي سيدرس في المعاهد العسكرية. ليست القيمة فقط في تغيير مجرى العمليات وامتصاص الصدمات واستعادة الأوضاع وتوجيهها نحو عمق الجنجويد، ولكن في منع تسرب اليأس والإحباط وسط الجنود. فقدرة الجيش على بناء استراتيجية تمنع اليأس لهو أمر مدهش في ظل الظروف الحالية والحروب المعلوماتية والدعاية الحربية للميليشيا، ووجود قوى سياسية استثمرت في خسائر الجيش وعملت على بث سمومها من أجل قتل الروح المعنوية وإضعاف إرادة القتال والمقاومة وسط جنوده ..
في ظل كل هذه الحملات الممنهجة لضرب الروح المعنوية والتأثير النفسي على المقاتلين، نجح الجيش في حفظ ذلك التماسك والاستثمار في حالات الشدة التي واجهها في خلق المحفز الذي مكّنه من العودة سريعاً وإدارة العمليات بتفوق استراتيجي ظهر مؤخراً في المناطق التي حررها ..
لقد انتصر الجيش قبل بداية الحرب عندما حصّن جنوده من اليأس والإحباط وهيأهم للتعامل مع كافة الظروف والمعارك. ولو كان عرق التدريب يقلل من دماء المعركة، فإن غياب اليأس والإحباط يعني الانتصار في المعركة. حفظ الله جيشنا ونصرنا على أعدائنا ورحم الله شهداءنا.
#السودان
حسبو البيلي