رأي ومقالات

إبراهيم الصديق يكتب: قراءة فى كلمات أقصر بيان عسكري

فى كلمات قصيرة ، اوجز بيان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الأمر فى مصفاة الخرطوم ، فقط 7 كلمات كتبت بمداد من دماء الشهداء وعرق الأبطال وصبر المرابطين وغبار المعارك..

جاء فيها (بسطت قواتنا (بالفعل) سيطرتها على مصفاة الخرطوم بالجيلي) ، ولو اختصرها إلى 5 كلمات وقال المصفاة دون ذكر (الجيلي بالخرطوم) لكفاه .. ولو حذف كلمة (بالفعل) واصبح البيان من 4 كلمات فقد وصلت الرسالة بأقل الكلمات ، فقد سبقها الكثير من المعارك ، وانتهت إلى نصر مبين بتوفيق من الله ، له الحمد والثناء..

وهذا البيان الذى اوجز التعبير عن نهاية واحدة من أكثر إرتكازات مليشيا الدعم السريع حساسية وتعقيداً ، هو فى حقيقته امتداد لبيان التحام جيش بحري مع القيادة العامة ووردت فيه جملة (وطردهم من مصفاة الجيلى للنفط)..

ولهذه الكلمة (الطرد ) بعداً أكثر من (دحر) أو (صد) كما ترد عادة فى بيانات الجيش للتعبير عن المدافعة..
إذن ماذا حدث لبقايا المليشيا فى المصفاة ؟..
لقد فوجئوا بالهجوم من ناحية الكدرو ، فى عملية إلتفاف كبيرة ، مع مناورة من ناحية الشمال ، وكانت قواتهم قد عانت خلال ايام الحصار والقنص ، والمسيرات ، وبعضهم استسلم ، وغادرت مجموعات من المرتزقة منذ عدة أشهر ، واصبحت فعالية الشبكات التقنية أقل فاعلية..
وانهار جبل الرمل.. رويداً رويداً ..
وفقدت المليشيا الفزع..
وفقدت القادة..
وفقدت القدرة على القتال..
وهو اشتداد المعارك قتل من قتل وهرب من هرب ، وطردوا..
ويوم أمس ، كان للتمشيط والتأمين..
وانتهت مغامرة المليشيا إلى الطرد..
وازيلت الذبابة المزعجة من اذن الفيل..(وهذا حديث يطول)..

وأنتهت معها واحدة من أكبر (خزعبلات) المليشيا وبعض حاضنتها بأحلام (شرب الجبنة) فى شندى.. وكل (القوة شندي جوه) وكل غوغاء اللايفاتية وهياجهم..
(وبالفعل) انتهت المهمة..
الحمدلله وذلك الفضل من الله..
د.ابراهيم الصديق على