تحقيقات وتقارير

كسر حصار القيادة العامة والإشارة.. (التحام الجيوش).. لقاء فرسان العبور بأبطال الصمود!!

كسر حصار القيادة العامة والإشارة..
(التحام الجيوش).. لقاء فرسان العبور بأبطال الصمود!!
الجيـــــــش أدار المعارك على مراحل بحنكــــــــــة كبيرة..
التحام قوات بحري وأم درمان مع المرابطين بالقيادة.. وفك الحصار
نبيل: لن نهدأ إلّا بتطهير أرض الوطن من الأوباش والمرتزقة
تقرير_ محمد جمال قندول-الكرامة
بعد أكثر من عشرين شهرًا، قدمت القوات المسلحة أمس (الجمعة)، ملحمةً عسكريةً جديدة، ستدرس للأجيال القادمة، وتسطر في كتب التاريخ.
أمس وفي (الجمعة الجامعة والدعوة عند الله سامعة)، قولًا وفعلًا، التحم جيشي الإشارة والجيش القادم بأم درمان في نقطة (القيادة العامة)، في مشهدٍ يحكي كيف صنع أبطال الجيش البطولات.
انتصارات الأمس، فكت حصار القيادة العامة لأول مرةٍ منذ بدء الحرب، ورسمت معالم الانتصار الكامل للخرطوم، الذي بدأ فعليًا خلال الأيام الماضية.
السودانيون داخل وخارج ربوع الوطن ابتهجوا كما لم يفرحوا من قبل، وهم يشاهدون التحام الجيوش الذي كان مهره الدم والدموع.
دحر الميليشيا
وبعد عددٍ من المعارك التي استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر، استطاعت القوات المسلحة والقوات المساندة لها من أن تنتصر وتنجح في كسر طوق الحصار على سلاح الإشارة والقيادة العامة للقوات المسلحة.
الجيش أدار هذه المعارك على مراحل بحنكة كبيرة، واستخدم (تعبئةً نوعيةً) نتائجها تدميرٌ شامل لقوة الميليشيا أفرادًا ومعدات، فالطريق للإشارة لم يكن سهلًا، ومعلوم أن الميليشيا كانت تحشد معظم قواتها في بحري خاصةً الطريق الرئيسي الذي يربط بحري شمالًا وجنوبًا (الإنقاذ)، ويتصل بأم درمان عبر كبري الحلفايا، وظلت تكثف هجماتها على سلاح الإشارة والمناطق المحيطة به بصورة مستمرة ولفترة طويلة، واليوم توجت القوات المسلحة صمود أبطال الإشارة والقيادة العامة بهذا النصر الكبير والالتحام الذي سبقه دحر الميليشيا وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وقالت القوات المسلحة في بيان: إنّهم أكملوا المرحلة الثانية من عملياتهم وذلك بالتحام قوات بحري وأم درمان مع القوات المرابطة بالقيادة العامة.
وقدمت هيئة قيادات القوات المسلحة التهاني للقوات بكل محاور القتال بهذا الانتصار الذي امتزج مع دحر هجوم ميليشيا آل دقلو الإرهابية الغادر صباح اليوم على مدينة الفاشر الصامدة وطردهم من مصفاة الخرطوم للبترول بالجيلي والتصنيع الحربي.
طريق التضحية
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله لـ(الكرامة): إنّ التحام فرسان العبور بأبطال الصمود جاء وعدًا حقًا مهره العرق والدماء والدموع، تجلله دعوات المخلصين من أبناء وبنات شعبنا الذين قطعنا معهم العهد والوعد في حضرة الوطن، بألا تلين منا قناةٌ ولا يهدأ لنا بالًا إلّا بتطهير كل شبر من أرض الوطن من أوباش آل دقلو ومرتزقتهم، الذين لوثوا أرض وسماء هذا البلد منذ ظهورهم المشؤوم في حياة السودانيين.
ملحمة العبور والالتحام ما هي إلّا خطوات ستمشيها قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها في طريق التضحية والفداء نبذلها بكل طيب خاطر في سبيل تخليص هذا البلد الطيب وأهله الكرام.
ويرى خبراء عسكريون أنّ اكتمال تطهير هذه المناطق المهمة وفك الحصار عن سلاح الإشارة والقيادة العامة، له عدة دلالات وأبعاد، حيث إنّه من الزاوية العملياتية وكما أشار بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة، واضح أن هذا الانتصار هو نهاية مرحلة مهمة في مسار العمليات واستكمالًا للتحول الميداني الكبير لصالح الجيش بعد سلسلة انتصاراته في سنار، وسنجة، والجزيرة، وتحرير ود مدني، ويعني إنهاء انتشار الميليشيا وسيطرتها على مدينة بحري وشمال ولاية الخرطوم والمدخل لوسطها بالكامل، لينحصر تواجد الميليشيا في جنوب الخرطوم وشرق النيل فقط، مع فقدانها لحرية الحركة والمناورة (من وإلى الخرطوم، وأم درمان، وبحري).
أما الأبعاد المعنوية، فتتمثل في رمزية القيادة العامة وسلاح الإشارة كمواقع عريقة بعراقة الجيش السوداني، ومثلت حجر عثرة في طريق الميليشيا التي حاولت الاستيلاء عليها، لتصطدم رغبتها هذه بصمود الأبطال جنودًا وقادة.
كذلك القيادة العامة ظلت مقرًا لهيئة الأركان التي تدير المعركة رغم الظروف وتطلع بمهامها، وفك الحصار يعني إضافة بعد جديد لأداء الهيئة.