لا داعي للإحتفال بفك حصار القيادة وتبا لدراويش المهدي في ذكري سقوط الخرطوم
لا داعي للإحتفال بفك حصار القيادة وتبا لدراويش المهدي في ذكري سقوط الخرطوم:
في 13 مارس 1884 حاصرت قوات المهدي الخرطوم ودخلتها منتصرة في 26 يناير 1885. ودخلت معركة الخرطوم كتاب الوطنية السودانية من أوسع أبوابه ويفتخر بها الشعب السوداني إلي يومنا هذا. ولم يزايد أحد بان قوات المهدي كانوا دراويش أشد تطرفا في الدين من الكيزان ولا قالوا إن غردون الذي طار راسه كان حامل الحداثة والمدنية والممثل السامي للمجتمع الدولي. بل كان لسان الحال هو فليتركنا الغزاة وشأننا ولم يكن في هذا القول أي تبرير لإنتهاكات تمت حينها أو في الدولة التعايشية. وتغزلت جميع التيارات الفكرية والسياسية بالمنجز الوطني الذي تم علي يد دراويش المهدي إذ تغزل الشيوعي والسلفي والبعثي والإسلامي والليبرالي والسنبلى ساي.
أما الآن وبعد تجريف ألحس الوطني صار المطلوب التفتيش في ضمائر المقاومة السودانية والتاكد بان من يقف ضد الغزاة يوافق معايير سياسية تنفي عنه شبهة الكوزنة. وصار من الممكن موالاة الغزاة أو الحياد تجاههم بدعوة أن المقاومة بها كيزان. إذن علي كل الذين يقفون علي مسافة واحدة بين طرفي النزاع أن يكونوا علي مسافة واحدة بعد يومين في الذكري المائة وأربعين لسقوط الخرطوم في يد المهدي الذي تجعل إسلاميته كيزان اليوم يبدون أكثر علمانية من ماركس وفوكو.
معتصم اقرع